كان لأبولو ولدان أهلكهما جوف بصواعقه، أولهما فايثون ابن أبولو والحورية كلوميني. ربي كإنسان، ولكن أمه كانت تشير دائما نحو السماء، وتقول له إن والده إله الشمس. وعندما أخبر فايثون زملاءه في اللعب، بهذا سخروا منه، ولم يصدقوا أنه من نسل إلهي، فكان يذهب إلى أمه باكيا، ويخبرها بما حدث، فتهدئ من روعه، وتخبره بأنه إذا زار إله الشمس أبولو، فإنه سيعترف بأنه ابنه، ويثبت للعالم طرا أنه من ذرية إله.
وبناء على هذا، خرج فايثون ميمما قصر أبولو الكائن على مسافة بعيدة، حيث يلتف مجرى أوقيانوس حول حافة الأرض. فوصل إلى بيت والده، فوجد أباه الإله واقفا هناك في أثوابه المتلألئة العطرة، تحوم حوله الأيام والساعات والفصول والسنون. فدبت الرهبة في قلب ذلك الشاب؛ لما شاهده من عظمة، وأخرس لسانه فلم يستطع الكلام، ولكن إله الشمس أمره بعبارات رقيقة بأن يخبره بما يدور في خلده.
فقال الغلام متلعثما: «هل أنا ابنك حقا؟» عندئذ أحدق أبولو النظر إلى الغلام، وتعرف على ابنه، فقبله واحتفى به كثيرا.
سأله أبولو ابنه يقول: «ولكن ماذا جاء بك في مثل هذه الرحلة البعيدة؟»
فقص فايثون قصته على أبيه، وطلب منه أن يهبه أمنية.
توسل فايثون إلى أبيه بقوله: «امنحني أن تحقق لي أمنية، وسأكون راضيا كل الرضا مجرد أمنية واحدة.»
فلما أبصر أبولو الدموع تترقرق في عيني ابنه، وشاهد أمارات المحنة بادية في وجهه، أجابه في الحال إلى ما طلب.
أقسم أبولو هكذا: «ورأس جوبيتر، ستنال أي شيء تطلبه.»
سر فايثون سرورا عظيما، وصاح بسرعة يقول: «دعني أقود عربة الشمس في السماء يوما واحدا فحسب.»
فلما سمع أبولو ما قاله ابنه، فزع من فرط جرأته. وعبثا حذره من الأخطار الجسام التي سيتعرض لها، ومن المخاطر المريعة التي تنطوي عليها مثل هذه الرحلة، ومن شراسة الجياد التي عليه أن يسوقها ووحشيتها، ومن الحرارة الشديدة التي ستحيط به، ولكن على الرغم من كل ذلك، ما من شيء أمكن أن يثني فايثون عن عزمه، طالما وعده والده.
Halaman tidak diketahui