Artimis Tinggalkan Bulan
أرتيميس تركت القمر
Genre-genre
لماذا لم ينتظر؟ هل سيغضب مني سيرابيس؟ سيتفهم الأمر، لن يغار أيهما من الآخر، الآن تسري دماه في عروقي، تسحق في طريقها ما تصلب بجدران أوعيتي، دماء زكية، تطرد سمومها، مصل الحياة، توقفنا في الطريق، ليأتي ببعض النبيذ، لم يبق لنا من مقدسات السوائل غير الحليب، سأحممه به، وأخلطه بالنبيذ والعرق والدماء، هو لم يسألني التربع بعرشي، بل تربع، لم يطلب مني الزواج، بل تزوجني، لم يحاول أسري، بل أسرني، أريد العودة سريعا لأخبره، سيفرح لي، سينتهي قلقه على صغيرته، كنت أخفي سعادتي، ابتسامة ثابتة، كنت أريد أن أعرف المزيد مما يخفيه عني، وما يخفيه لي.
تعرف سريعا على شقة جدتي، قادتنا الأرواح المسترخية لشرفة سيرابيس، مرة أخرى، يسقط ملابسي، لأصلي، وأطلب بركته، يهمس بأذني الآن يمكنك الصلاة، إنه يعرف كل شيء، عفوا سيرابيس؛ فلن تكون صلاتي الآن لك، هو من يستحق اليوم الترقي لمراتب الآلهة، تجاوز كل الاختبارات، ولم يبق سوى الاختبار الأخير بمذبحي المقدس، سأمدده كقربان لي، وأمنحه روحي قربانا له، ستحيا ملايين الأرواح بأناتي والروح تغادرني لجسده، وسترشد عودتها كل الأرواح التائهة، ستحرق صرخاته الشياطين، ونيرانه تحيل مائي أثيرا كونيا، لن ينطفئ هذا اللهيب، حلقنا سويا حول الشجرة المقدسة، أغنيته عن تذوقها، تجاوزنا سيرابيس الغارق في عمق الأرض، وعلونا فوق كل آلهة الشمس، حتى أصابنا الوهن؛ فجلسنا في حضرة سيرابيس، كان يخفي ثورته، وكان عبد الله يتفاخر بإرثه، ابتسم له، ابتسمت لهما، أعرف تلك الذكورة، أعرف فيما يفكر كل منهما، الآن لم أعد وحدي؛ فبداخلي روحان، وبجسده روحي، وخلاصنا خلود وخلودنا خلاص، أشعلت النار وقمت بشي اللحم أغمره بالنبيذ وأعطره بدمانا، دماء الآلهة.
ما للبحر
أستطيع العيش بمفردي، صدقتها لسنوات، عشتها لسنوات، كانت أكبر مخاوفي تسللها ليلا لتغمرني برائحتها، وتغطيني بثيابها، أستطيع العيش بمفردي، أنثى كاملة، ما عاد بي ما يشتهي الرجال، نضب مني كل ما يستجيب لاكتمال القمر، أستطيع النوم بمفردي، صدقت نفسي، وبعد ذهاب عبد الله أدركت وحدتي، أتحسس خطواته بالبيت، أفتش عن رائحته بفراشي لتشعرني ببعض الدفء، أتنفس في وسادتي لترتد إلي أنفاسي محملة بما بقي بها من رائحته، لم ينضب معيني، لم تكتمل حاجتي، لم تغلق مسام أنوثتي؛ فما زلت امرأة.
لكنها لم تتوقف، كانت تطل بأمورها كي لا تستقر أموري، لم تكن تقدر حضرة الصمت.
صمتي، تقطعه دوما، بصمتها الحاد، بنظرتها الباردة، بجمودها، بحضورها الجاف، بكل خلوها من الحياة، تحتاج الآن الخروج مني ودون رغبتي، لتذهب لمشافي أبيها، لا لشيء إلا لإفساد أمري، كان يمكنها الانتظار حتى موعد عودتي للقاهرة كما اعتدنا تنظيم أمورنا، لكنها لم تنتظر، لم تتحمل سعادتي، أرادت رؤية المنتظر، لم أكن راضية عن خروجها تلك المرة، ينقبض قلبي كلما اقترب خروجها، ستفسد كل شيء.
خرجت أمل مني، أنهت زياراتها وعادت دون تأخير، لكنه كان بانتظاري، عاد لي، لم يقو على فراقي، عبر الطريق لي، كان قادما ليهمس لي وعدا، ليجدد الدماء بجرحينا، يشتاقني كما أشتاقه، لكنني لم أكن بانتظاره، كانت هي، وكانت صدمته، ليس غبيا، عرف كل شيء، لاحقها عند مدخل البناية، لم تتعرف عليه، لم يتعرف عليها، هو كاد يفقد عقله، وهي رق قلبها، وتحرك بداخلها ما لم تعرف من قبل بوجوده، وبين دهشته وطمعها، بين عشقه ورغبتها، سقطت أنا من بين آلهة الأوليمبس إلى ساحات المجاذيب، سيشفق، سيعطف، وفي النهاية سينصحني بالعلاج، أو ربما يهرب من البداية، نعم سيهرب؛ فلا أحد يحتاج لتلك المختلة في حياته، خصوصا عبد الله، الفيلسوف البدائي والمحتال الجميل.
صعدت هي ودخلت غرفتها لتترك لي جسدها برائحتها النفاذة، خلعت ملابسها المبالغ فيها، النبيذ والموسيقى وبكاء صامت للرجل الذي عشقته ، ثم فقدته، حدثت سيرابيس، توسلت له أن يتدخل، لم يجبني، مزيد من النبيذ ومزيد من الموسيقى، يتحول كل شيء لطنين يتدفق لرأسي، يملؤها، صار الإيقاع يشبه مصنعا للنسيج، آلاف الدقات المتتابعة، سنون وخيوط، تتشابك، تتعقد، لا أحتمل صوتها، تحيطني، تمنعني من التنفس، لم أعد أفكر إلا في وسادتها، أردت أن أخفي رأسي بوسادتها.
أفقت في غرفة جدتي، وبجواري كتاب يبعث الدفء في فراشي، لا أذكر أني قرأت منه شيئا، وددت لو أتركها هنا وأذهب، لكنها ارتدتني قبل ملابسها وعادت لأمها بالقاهرة، تسللت منها، لم تكن هي الأقوى، بل صرت أنا الأضعف، ذهبت لصومعته ولم أجده، عبثت بأشيائه، شربت، تنفست فراشه، ملابسه، ثم نزلت، سألت البواب متى سيعود؟ فذهب لجوار المبنى، نظر هناك ثم عاد قائلا لن يتأخر، سألته ما الذي رآه بجوار المبنى؛ فأجابني: «ما دامت السيارة هنا فلن يتأخر الدكتور عبد الله.» سيارة؟ هل يملك عبد الله سيارة؟ شكرته وذهبت وسرت حيث كان ينظر، إنها سيارة فارهة، لا تتناسب وبدائيته، لم أعد أفهم شيئا، عدت لها بالكثير من الضعف والمزيد من اليأس.
ليس الغذاء الصحي والنوم المنتظم، ليس الهواء النظيف والتعرض للشمس، ليست تلك الأسباب مجتمعة أو منفردة ما تجعل أرواحنا تنتشي، أريد استعادة قوتي، تمر أساطير التاريخ والفن أمامي وتختفي قبل أن تخبرني عبرتها، لم أقبل يوما بعودة الأمور لأصلها؛ فأنا أصل الأمور وفرعها، أنا النقطة التي بدأت كل شيء، أنا المبتدأ لكل خبر، لكني الآن متعبة، فقط متعبة، سأستريح قليلا وأتركها، ستتعثر، ستخطئ، ستضعف، وأزداد قوة.
Halaman tidak diketahui