Artimis Tinggalkan Bulan
أرتيميس تركت القمر
Genre-genre
أعطاني أطباق الألوان أذيبه فيها، وكنت فرشاته وكان سكيني، يحركني فأستجيب، يحركني فأقاوم ، طلب استسلامي؛ فسألته الخضوع لجبروتي، أعجبه لفظ جبروت؛ فطلب أن أجبره على الخضوع، وطلب الاحتفاظ بحق المقاومة، بدا كفارس يرفض الوجبات المجانية، بدا أرقى من وجه المحتال الذي يدعيه، بدا إنساني الأول.
خرجنا بألواننا للسطح، أحتضن المئذنة بعيني، ويحتضنني بذراعيه، تحدثنا، بل تحدث وسمعته، كان لدي دوما ما أقوله، لكنني لم أقل، كنت أفضل الاستماع إليه، وهو ينتقل من حال لحال، ومن قناع لآخر، طلب مني المبيت، راوغته، ودعوته للإسكندرية لأشهد سيرابيس عليه كما أشهد ابن طولون علينا، وبدأ طقسا آخر لإخضاعي، إزالة الألوان، حمام النفط، حمام الصابون، ثم الماء، وكما أذابتني الألوان، أذابني انسحابها، لم أشعر إلى أي حد غرست أظافري في كتفيه، رأيت الدماء تسيل لتزيح الألوان من جسده. - هل تصدقني دكتور مراد؟ - ولم لا أصدقك؟ - لأنني لم أصدقني وقتها.
طلبت منه أن يأتي خلفي إن أراد ذلك، كنت أمنحه الفرصة، الوقت، كنت أريد رؤيته يتحرك من أجلي؛ فلم أكن باحثة عن متعة آمنة، أو مشتاقة للحظة ماجنة، كنت أكتشف جزءا مني، أهملته لعشرين عاما، ولم أكن أثق به وقتها، وربما ما زلت، وكانت رحلة عودتي للإسكندرية هي الأصمت على الإطلاق.
تمنيت كثيرا أن يكون وضيعا، أن يجعلني أندم على زيارته، أن يكون جافا، متسرعا، أو عنيفا، تمنيت أن يترك لي مخرجا، لكنه كان نبيلا، والآن عليه الاختيار بين كأس نبيذ، أو رحلة للإسكندرية، كنت أعرف أنه سيأتي، وأتمنى ألا يفعلها.
كان قطار العودة سريعا كأنفاسي، باردا كأطرافي، يطوف المحافظات، يشعرني بالرحلة، بالعودة للإسكندرية، سيرابيس في انتظاري، لأحكي له أين قضيت ليلتي، سيكون في انتظاري، سأروي له، الآن أخلق مساحتي الجديدة، بعيدا عن الجامعة، بعيدا عن تلك المثيرة للشفقة، بعيدا عن كل شيء، اليوم ولدت، أنا حواء الأولى، وكما بقيت دكتورة أمل، ستبقى حواء، هو يريد، ككل الرجال يريد، لكنه ليس ككل الرجال، هو يحلم بعشتار ويتقمص دور المزارع، وستأتي له عشتار، هو يظن نفسه أريس وينتظر خطط أثينا، سآتيه بكل الخطط، هو يريد فض بكارة العذراوات الثلاث ، هنيئا له فضهن، وهنيئا لي مملكتي.
غرفة جدتي، أمامي بعض الوقت لطقوسي، تركت ملابسي وتحركت باتجاه الشرفة وقدماي تخفيان ملمس أحجار السطح، رجفة تشبه سريان الكهرباء بكل خطوة تخطوها قدمي، سيأتي خلفي قبل أن تتسرب شحناته، لا مجال لها الآن، لا أريد أن أسمع شكواها مرة أخرى، لا أريد لسمها أن يسري بعروقي، هي تفسد كل شيء، أسير حافية للشرفة وهي تلقي بكل أشواكها بطريقي، لكنني سأصل لمناجاة سيرابيس رغم أنفها، تخاف أن أتوقف عن رعايتها، ولم تفكر يوما من يرعاني.
نسمات البحر تتسلل لعظامي، هي ما يطهرني، أقف أمامه وله، لا أشعر بالعار، كان البحر يخصب دمي لعشرين عاما، والآن أحمل سوائل أخرى، نبيذا وعرقا وماء مقدسا، كم أتمناه مدركا لقدسية اللقاء، أتمناه لاهثا للصلاة لا ليفرغ ماءه، أخبرني أيها الملك الإله الغارق، أخبرني يا من مزجت الدم الحار بالبارد، يا من خلطت الحليب بالنبيذ بالماء، أخبرني كيف الطريق، باركني، طهرني له، طهره لي، دعها بعيدا عن هيكلنا.
كان سيرابيس يهمس لي بأنني أعبر نهرا من نار على جسر من ماء، لم أفهم لكنني شعرت قلقه، قلق الأب على طفلته، لا تقلق أبتاه؛ فما زلت ابنتك، تمن لي الكثير من الحظ؛ فأنا الآن على موعد بمحطة قطار، وسآتيك به، أو أعود وحيدة أقبل يديك.
نزلت مرة أخرى وقد غسلتني نسماته، هكذا أولد كل يوم، كنت في اتجاه محطة مصر، لكن هاتفا راودني لأذهب لمحطة سيدي جابر، وقد فعلت، وقفت بباب المحطة، دقائق على وصول القطار التالي، دقائق ويأتي أو لا يأتي، مددت يدي مصافحة، تعلق بها كطفل وجد أمه، سار بجواري غير معني بالكون؛ فهو الآن بحمايتي، يجعلني أبتسم بصبيانيته، ما أروع شيطنة الملائكة! حتى لو كان شيطانا؛ فهو شيطان ظريف يستحق اللهو بحضرة الملائكة، لم تنته مفاجآته، طلب مني سكينا! - هل تصدق دكتور؟ سكينا!
سألته هل ستقتلني بتلك السرعة؟ وددت معرفة ما يريد، حسنا سآتيه بواحدة، تركته، وأحضرت سكينا من بوفيه المحطة، عدت إليه بها، لمحت سعادته في عينيه، طفل هو فرح بسكاكري، وسكيني، لا ينتهي عقله أبدا من مداعبة وجداني، حدق في عيني وطلب أن أشق كفه بصليب يدمى، لم أتردد، لم أفكر، شققته، لم يتألم، لم ترتجف يده، أخذ السكين بالأخرى وقال لي دورك الآن، ماذا يفعل هذا العاشق المجنون؟ مددت يدي، شقها، وخلطنا دمانا، لا أصدق ما فعله للتو، تزوجنا، يا إلهي! أنا الآن زوجته، رباط الدم يجمعنا.
Halaman tidak diketahui