Artimis Tinggalkan Bulan
أرتيميس تركت القمر
Genre-genre
نزلت الدرج بخطوتها المنتظمة فنزلت متواريا بمدخل مبناي، خرجت سيارتها الفارهة لكن يبدو أنها غيرت رأيها؛ فأمرتها بالانصراف، وقفزت بسيارة أجرة، وقفزت في السيارة التالية لها، لم يكن من الصعب استنتاج أنها في الطريق للجامعة، هي قررت البحث عن أمل الأخرى، وأنا من خلفها، أتشوق لقرارها بالعلاج، اقتربنا من الجامعة تحت سماء ملبدة بالغيوم أحالت ذهبية الشمس لإضاءة بيضاء مائلة للزرقة، حتى الشمس ترفقت كثيرا برحلتها فانزوت خلف الغيوم.
من بوابة الدخول والجميع يحييها، مرحبا دكتورة أمل، أهلا دكتورة أمل، تحية مع ابتسامة، وتطلع باندهاش صريح، أو متوار، لملابسها، بدأت صلابتها في الشحوب، وخطوتها العسكرية في التعثر، بدأت عيناها في الشرود بين خيوط الظل، وبقع النور، ولم تخرج أمل الأخرى لنجدتها، تركتها، تركت أرتيميس ربة القمر فريسة لضوء الشمس المتسلل من بين الغيمات، حتى سقطت مغشيا عليها.
تعرف إلي بعض الطلبة وأنا أحملها صائحا أن يأتوا بسيارة أجرة، سمعت الهمهمات من خلفي، إنه دكتور عبد الله، وكانت تلك الهمهمات هي جواز مروري من بوابة الجامعة حاملا جسدها الرقيق، عائدا مرة أخرى لبيتها، فتحت بمفتاحها ومددتها بسرير جدتها، أميرة شاحبة، تنتظر رسالة ضوئية من القمر، تبعثها من جديد، ولا أعرف في أي صورة ستفيق أرتيميس؟
صرت أراقبها وأتجول بالشقة، أخرج للشرفة، أحدث بوسايدون، أفكر فيما سأقول لها حين تفيق، هي الآن عرفت الحقيقة، أنني لم أخادعها، كنت أعرف أن القادم ليس الأفضل على الإطلاق، لكن علينا تحمل برد الليل، لننعم بدفء الشمس؛ فالشمس تشرق وقت شروقها وليس وقت اشتهائها، ربما مورفيوس الآن يهمس لها ببعض الأحلام الجميلة علها تساعدها على الراحة، أي راحة تلك؟ وقد أدركت أنها لم تكن وحدها طوال تلك السنوات.
أطالت انتظاري بجوارها، حتى تلقت رسالتها الضوئية، وأفاقت، لم أعرف أيهما التي أفاقت، شاحبة، ذابلة، نظرت إلي كسحابة مثقلة بالماء، وما إن تلاقت الأعين حتى أفرغت شحنتها، دون برق يضيء، دون رعد يدوي، كانت تبكي صامتة، متوسلة، أربت على يدها، أمسح دمعها المالح، بقبلات حانية، حاولت الاعتدال قليلا ساعدتها لتسند ظهرها، سحبت يدها من يدي، شبكت أصابعها، أحنت رأسها في خشوع المصلين، لم أقطع صلواتها وبقيت بمحرابها صامتا حتى جاءت ثورتها برعد يدوي، وبرق يضيء، وبلا أمطار تذكر.
تدفعني عنها كلما حاولت الاقتراب منها، تصرخ بصوت بلا كلمات، تهدأ قليلا لتبكي، ثم تعاود الصراخ، تبكي بين ذراعي، ثم تدفعني عنها لتصرخ، تعاود وتعاود الهدوء والثورة، ثم انزلقت في السرير مرة أخرى، لتعاود النوم، أميرة شاحبة، لم أنتظر إفاقتها التالية بهدوئي السابق، فقد شعرت أنها تمر بصدمة عصبية، وربما تحتاج لبعض المهدئات، لم أصل للتصرف الأمثل، حتى أفاقت مرة أخرى بابتسامة شاحبة، وعين ثابتة، قائلة بصوت يشبه الفحيح: «أريد أن أعرف كل شيء عنها.» - هي ... من؟ - الدكتورة أمل خطاب ... [أكملت بصوت أكثر حشرجة] أستاذة تاريخ الفن.
عشيقتك. - هي ... أنت. - لا، لا تجمل الأشياء، هي مني وليست أنا، أرجوك لا تختر ألفاظك وحدثني بما في عقلك كما هو. - هي أرتيميس إلهة الصيد، وأنت أرتيميس ربة القمر، كلتاكما أرتيميس.
وبدأت أقص عليها روايتي منذ قابلتها، قلت كل شيء حدث، حتى مراقبتي لها، واكتشافي شخصيتها الأصلية، أو الشخصية الأخرى بالنسبة لي، رويت لها كيف هي أمل الأخرى، لم تكن مقاتلة كشخصية حامية لها، كيف هي ناعمة وحقيقية، هادئة وواثقة، جريئة، حية، كنت أتحدث وهي تبكي بلا صوت، كنت أحاول إذابة الجليد بينهما، أحاول أن أريها كيف أراها، وهي تبكي سنوات لم تعشها، تبكي نوبات إغمائها التي لم تعرف سببها، تحاول أن تشعر بما أقول، تحاول أن تدرك أقل القليل من كثير فاتها، كنت أحكي وهي تشتاق للقائها، هي الأخرى، التي أعشقها، كما أعشقها. - أريد مقابلتها. - من؟ - الأخرى، أريد مقابلتها، متى تأتي؟ - كيف؟ هي لا تأتي وأنت موجودة، لا أعرف كيف تقابلينها. - كيف تقابلها أنت؟ - لا أعرف هي فقط تأتي، أعرف كيف تذهبين أنت، بعدها هي تأتي. - وكيف أذهب؟ - أطلب منك الذهاب للغرفة. - ماذا؟! هل هذا كل شيء؟! تطلب مني الذهاب للغرفة؟! - نعم، أقول: «اذهبي إلى الغرفة.»
قبل أن يختفي ذهولها كانت أغمضت واستسلمت لهاتف النوم، لم أتوقع أن أحدا يمكنه الاستغراق في النوم بتلك السرعة، هي الكلمة السحرية «اذهبي إلى الغرفة»، لا أعرف إن كانت الأخرى ستأتي أم لا، أشتاق إليها؛ فهي تجيد الرقص على أوتاري المشدودة بين قلبي وعقلي، قد تفكر معي في مخرج من هذا المأزق، لم أكن مستمتعا بتلك الحالة الثنائية، أكن للاثنتين مشاعر قد يشوبها الصدق، وقد يصيبها الإطلاق، لكنني لن أتمكن من مجاراة امرأتين لا يفصلهما غير درجة بريق العينين، الشيء الوحيد المريح في الأمر أنني لن أخطئ في اسمها، كلتاهما أمل، أرتيميس، رغم كل القلق، ابتسمت.
لم تغب في نومها، أفاقت بعين مشرقة وابتسامة ساحرة، لم تكن هي، بل الأخرى، أرتيميس إلهة الصيد، لم تقم من الفراش، بل انسابت كعذب الماء، نظرت لملابسها بخجل لم أعتده منها، همست بخجل لا يقل عن نظرتها: «اسمح لي أن أخلع تلك الملابس، لا أطيق ذوقها.» لم تنتظر ردا مني، بل انبثقت عن ملابسها بنعومة انسيابها من الفراش، أو يزيد، عادت للفراش بجسدها الناعم المشدود، كأن شيئا لم يكن، كنت صامتا لا أحرك ما سكن مني، ولا أرفع عنها ناظري، نظرت لي نظرات متنوعة، إغواء، استعطاف ...
Halaman tidak diketahui