وأخيرا قال له المقوقس: «اعلم يا مرقس أنك بإنكارك هذا تجر ويلا عاما على الأقباط كلهم، وأنت تعلم أمرنا مع هؤلاء الروم، وما بيننا وبينهم من الضغائن، ونحن لا نكاد نستطيع دفع الشبهة، فإذا كنت أنت القاتل فقل وعلينا إنقاذك من القصاص، وإذا كنت تعرف القاتل فبح ونج نفسك ونجنا؟»
فقال مرقس: «لا أعرف شيئا عنه، ولا أعلم أن هذا الجواد وتلك الثياب له، ولكني لا أرى ما يدعوكم إلى الظن بأنه قتل.»
فقال المقوقس: «وما أدراك أنه لم يقتل؟ وكيف يكون حيا وتسلب منه ثيابه ودروعه؟»
قال: «لا أعلم، ولكني أقول إنه لم يقتل.»
قال: «وهل أنت واثق أنه لم يقتل.»
قال: «نعم إني واثق من ذلك، وأطلب إليك أن لا تلح في السؤال إلى ما وراء هذا الحد، فإني لا أجيبك ولو قطعت رأسي.»
فقال المقوقس: «كيف تقول إنك لا تعلم عنه شيئا، ثم تقول إنك واثق من حياته؟»
قال: «قلت لك يا سيدي إني لا أجيب عن سؤال آخر ولو قطعت رأسي، وهذه هي حياتي بين يديك فافعل ما تشاء.»
فأمر به فأخرجوه مغلولا إلى المخفر، وانفرد المقوقس بابنه فقال: «ما قولك يا أرسطوليس؟»
قال: «أرى في الأمر سرا لا يعلمه إلا الله، ويلوح أن مرقس آل على نفسه ليكتمن السر، ولو كان هناك فائدة من قتله لقتلناه، ولكن قتله يزيد المشكلة تعقيدا، فلنحبسه إلى حين، وما دام قد أكد أن أركاديوس حي ، فلنتعهد للأعيرج بأننا مطالبون بدم ابنه أو نجده.»
Halaman tidak diketahui