Aristokrasi: Pengenalan Ringkas
الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
مع هذا ظلت الذكرى باقية؛ ففي النهاية كان إرثهم في كل مكان؛ في الموسيقى والفن والنصب التذكارية، وأهم من كل هذا، في المباني. فالمنازل العظيمة للنبلاء الأعلى مكانة - في المدن أو القرى - تقف شاهدة على الثروة والسلطة والمكانة التي حظي بها من بنيت لهم وورثتهم. استمر بناء المنازل في الريف إلى وقت متأخر من القرن التاسع عشر، وقد جعلتهم جميع مزايا التكنولوجيا الحديثة دوما أكبر حجما وأكثر بذخا. إلا أن النماذج الكلاسيكية كانت تهجر لصالح التصميمات القوطية؛ مما يعيد ذكرى الأوقات التي كانت فيها الأرستقراطية قوة يصعب أن يتحداها أحد قبل عام 1789م. وبعد مرور قرن أصبح الأرستقراطيون يتجنبون بناء البنايات السكنية الفخمة بسبب انهيار ثرواتهم المعتمدة على الأراضي. ومع هذا، بعد مرور نصف قرن، عقب اضطراب الحرب العالمية الأولى المشابه، كانوا يتخلون عن هذه البنايات، أو يدمرونها أو يبيعونها إلى مؤسسات أصبحت في هذا الوقت هي المؤسسات الوحيدة التي تستطيع التكيف مع حجم هذه البنايات. وعقب الحرب العالمية الثانية فقط تحول مصير المنازل الريفية، التي كانت ما تزال في أيدي أصحابها أو انتقلت ملكيتها إلى منظمات حماية عامة أو شبه عامة، مثل الجمعية الوطنية للمحافظة على التراث أو إدارات حكومية مخصصة للتراث ، إلى متاحف تشهد على أسلوب حياة النخبة المندثر.
الفصل الخامس
اضمحلال الأرستقراطية
إن الأسطورة السائدة بين الأرستقراطيين بأنهم يعبرون عن قيم أبدية ورثوها عن أجدادهم أذهلت دوما وضللت المؤرخين والمحللين الآخرين الذين يعتمدون عليهم ويثقون بهم؛ فقد مالوا إلى افتراض أنه عندما تغيرت الأوقات أو الظروف، واجه الأرستقراطيون الضيقو الأفق أزمات هددت وجودهم. وقد مرت عدة سنوات حتى تم إدراك حقيقة أنه لم يثبت أن أيا من هذه الأزمات المزعومة كان مهلكا على الإطلاق قبل القرن العشرين. لكن حاليا تجتمع الآراء على التأكيد على مدى مرونة الأرستقراطيين وقدرتهم على التكيف عند مواجهتهم لتغير اقتصادي أو مؤسسي أو ثقافي. لقد خضعت طرق تعاملهم مع هذا كله للدراسة على نطاق واسع؛ ومن ثم فإن السؤال الأخير لا يتمحور حول السبب وراء تمكن جماعة ساقت تلك المزاعم غير العقلانية عن أحقيتها في النفوذ والسلطة من استمرار التمسك بتلك المزاعم عبر تقلبات لا حصر لها، وإنما يتمحور السؤال حول سبب خضوعها في النهاية لمجموعة من القوى جعلت الأرستقراطية مجرد ذكرى غير واضحة المعالم.
قدمت الماركسية سردا مهما لهذه العملية. فبناء على افتراض أن أساس فهم التاريخ هو الصراع الطبقي، وأن الطبقات تتحدد من واقع علاقاتها بوسائل الإنتاج، يرى الماركسيون الأرستقراطيين على أنهم يمثلون طبقة إقطاعية؛ فقد هيمنوا على الاقتصاد الزراعي وبنية المجتمع عن طريق انتزاع الفائض من الفلاحين الذين لا حول لهم ولا قوة. لكن مع نمو المدن والتجارة والتصنيع، ظهرت طبقة متوسطة - أو برجوازية - تعتمد في ثروتها على رأس المال واستغلال العمالة الأجيرة. وفي النهاية، تخطت القوة الاقتصادية للطبقة البرجوازية قوة الطبقة الإقطاعية، وحدثت المأساة التاريخية الكبرى في أوائل العصر الحديث مع التحول من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي، وفي هذه الأثناء استولى البرجوازيون على السلطة السياسية التي تتوافق مع قوتهم الاقتصادية. وانتهى هذا بثورات - سواء الإنجليزية في القرن السابع عشر أو الفرنسية في القرن الثامن عشر - أطيح فيها بالأرستقراطية بعنف.
رغم ما قد يكون عليه هذا التحليل من اتساق وجاذبية، ورغم دعمه بأبحاث ونقاشات خاضها باحثون منتمون للجناح اليساري خلال جزء كبير من القرن العشرين، فإنه فشل في إقناع معظم المؤرخين؛ فقد وجدوا أن تصوير الحرب الأهلية الإنجليزية على أنها ثورة برجوازية أمر بعيد الاحتمال، واستخدام الوصف نفسه مع الثورة الفرنسية هو إفراط في التبسيط. وقد أدهشهم مدى اشتراك الأرستقراطيين في أنواع معينة من النظم الرأسمالية، وعدم استخدام البرجوازيين لرأس مالهم في الإطاحة بالأرستقراطية، وإنما بالانضمام إليها. وأخيرا، أشار هؤلاء المؤرخون إلى أن الأرستقراطية نجت حتى من محاولة الثورة الفرنسية تدميرها، ومر قرن آخر قبل أن تبدأ السلطة الأرستقراطية في الاضمحلال حتى نهايتها. وكانت نهاية الأرستقراطية أكثر بطئا وأكثر فوضى وأقل قابلية للتنبؤ مقارنة بأي نظرية تاريخية كبرى. وبالتأكيد كان نوعا من الاضمحلال أكثر من كونه إطاحة. (1) الجدل
لم يمر حكم الأرستقراطيين قط دون إثارة جدل حوله، رغم ما اتصف به من تحصين شديد. وقد اتسم التاريخ المبكر للجمهورية الرومانية بمحاولات محددة كللت بالنجاح في النهاية من عامة الشعب لكسر احتكار الأرستقراطيين للسلطة. ثم في عام 73ق.م، قاد المصارع سبارتاكوس ثورة للعبيد هددت لوقت قصير البنية الاجتماعية بأكملها لإيطاليا الرومانية حتى هزيمة جيشه من العبيد على يد قوة عسكرية ساحقة. كان هذا هو مصير معظم الثورات الشعبية على مدار التاريخ، لكن قبل هزيمتهم النهائية كان الثوار عادة ما ينفذون انتقاما اجتماعيا وحشيا في سادتهم؛ فقد أعطت وحشية ثورة الفلاحين الفرنسيين في عام 1358م اسما مخيفا يطلق على أي ثورة لاحقة: «الجاكية». أما ثورة الفلاحين في إنجلترا في عام 1381م، فقد كانت أقل دموية، لكن الثوار ساروا وهم يرددون الشعار المشئوم:
في وقت آدم وحواء
أين كان النبلاء؟
لقد بثت هذه الثورة الرعب في ذاكرة الطبقات العليا لقرون. وفي ألمانيا كانت «حرب الفلاحين»، التي اجتاحت العديد من الإمارات في الفترة من عام 1524م حتى عام 1526م، لها التأثير ذاته، وكانت مبرراتها أكثر. كان عدد كبير من مظالم الثوار الأكثر إلحاحا سببها انتزاع الأسياد للأموال عنوة منهم، وحدث تدمير كبير لممتلكات النبلاء. لكن حتى هذا كان أخف وطأة مقارنة بالمرحلة الأخيرة من ثورة بوجاتشيف الكبرى في روسيا عام 1774. فبإلهام من النموذج الجريء لمقاومة القوزاق للسلطة المركزية، هجم العبيد على طول جزء كبير من نهر الفولجا على النبلاء، الذين كانت سلطاتهم وابتزازهم في زيادة مستمرة على مدى العقود الماضية. وبناء على حث بوجاتشيف للثوار الفلاحين على ذبح سادتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، شنق هؤلاء الفلاحون النبلاء بالآلاف ونهبوا ممتلكاتهم، وهرب الكثير منهم ذعرا. قال أحد الثوار لأحد النبلاء الشباب: «لقد انتهى زمانك.» لم يحدث هذا فعليا إلا بعد مرور قرن ونصف؛ حيث استعادت الجيوش النظامية النظام على الفور مرة أخرى. وكانت الأعمال الانتقامية التي تلت هذا أكثر وحشية؛ كان هذا أيضا نمطا معتادا؛ حيث كان يثأر السادة عند عودتهم للسلطة بسبب ما تعرضوا له من رعب. وقد تكرر هذا عندما ذبح الفلاحون في ترانسيلفانيا 3 آلاف نبيل بعد مرور عشر سنوات. ولم ينكسر هذا النمط إلا في فرنسا في نهاية هذا العقد. فلم يقتل إلا عدد قليل من النبلاء - رغم شعور الكثير منهم بالرعب - في الثورات الريفية التي اجتاحت الأقاليم الفرنسية في ربيع وصيف عام 1789م. إلا أن الأدوات والرموز الدالة على سلطة النبلاء، في شكل صكوك الملكية وأبراج الحمام وحتى دوارات الرياح على شكل شعار النبالة، كانت تستهدف بانتظام، وهذه المرة لم يكن هناك جيش، وفي واقع الأمر لم تكن هناك حكومة لتوجيه أي جيش من أجل إخماد الثورات. في حقيقة الأمر، اختارت الجمعية الوطنية تهدئة الثوار عن طريق إقرار إلغاء ما أطلقوا عليه اسم النظام الإقطاعي؛ وهو الكيان الكامل لحقوق اللوردات ومستحقاتهم الموروثة من العصور الوسطى. ومن ثم بدأت سلسلة من الأحداث، انتهت - في أقل من سنة - بإصدار الجمعية إلغاء لمكانة النبلاء نفسها. إلا أن الثوار الفلاحين الفرنسيين الذين انتفضوا في عام 1789م لم يطالبوا بهذا. بل لم يطالب به حتى المشاركون في الثورات السابقة عليها في أماكن أخرى. فحتى الثوار الذين ذبحوا النبلاء لم يفكروا ولو تفكيرا خاطفا في احتمال وجود عالم دون أسياد. فما أسخطهم لم تكن السيادة في حد ذاتها، بل إساءة استخدامها؛ كالنبلاء الذين لم يتصرفوا كما يفترض منهم بفرضهم إيجارات باهظة واغتصابهم الأموال عنوة، ومطالبتهم بأشياء جديدة وغير معتادة، وإسنادهم سلطتهم لوسطاء يحققون أرباحا طائلة، وإهمالهم واجبهم في العناية بمستأجريهم أو تابعيهم أو عبيدهم.
Halaman tidak diketahui