70

Arbacuna Fi Irshad

كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين أو الأربعين الطائية

Penyiasat

عبدالستار أبوغدة

Penerbit

دار البشائر الإسلامية

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٠ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٩ م

Genre-genre

Perbualan
ليصلى عَلَيْهِ جاء طائر أبيض حَتَّى وقع عَلَى أكفانه ثُمَّ دخل فِيهَا، فالتمس فلم يوجد، فلما سوي عَلَيْهِ التراب سمعنا من نسمع صوته ولا نرى شخصه: ﴿يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ فِي الْحَدِيث دلالة ظاهرة عَلَى أن النَّبِيّ ﷺ كَانَ أسخى الناس، وأشجع الناس، وهما خصلتان تعرف إحداهما من الأخرى، من حيث المعني، لأنهما يدلان عَلَى قوة النفس وعلو الهمة وعظم الثقة بالله تَعَالَى. والجود خصلة حميدة، والله تَعَالَى جبل نبيه ﷺ عَلَى أحسن الأخلاق، وأكرم الطباع، وأطهر الخصال. روي أَنَّهُ ﵇ مَا سئل شيئا قط فَقَالَ: لا، سأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فعاد الرجل إِلَى قومه فَقَالَ: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة. وفيه دلالة عَلَى استجاب زيادة البذل وتوسيع النفقة فِي رمضان، لما يرجي من القبول والثواب ومضاعفة الأجر، ويسمي رمضان: " شهر الجود " وفيه دليل عَلَى أن النَّبِيّ ﷺ كَانَ عند لقاء جبريل ﵇ أجمع هما وأصفي وقتا، وأقوى حالا، وفي ذَلِكَ أمارة عَلَى أن صحبة الصالحين مؤثرة فِي دين الرجل وعمله، وقد قيل: " لقاء أهل الْخَيْر عمارة القلوب ". وفيه دلالة عَلَى استحباب مدارسة العلم بالليل لقلة الشغل وحضور القلب وفراغ النفس.

1 / 97