الاربعون حديثا :207
الشرح :
«الحلال» بتشديد اللام : بائع الحل ، وهو دهن السمسم . وابو الحسن الاول هو الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام . ويكنى ايضا بأبي الحسن المطلق . وابو الحسن الثاني هو الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وابو الحسن الثالث هو الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام .
و«التوكل» كما في اللغة ، هو اظهار العجز والاعتماد على طرف آخر : واتكلت على فلان في امر ، اعتمدته . واصله : اوتكلت . و«حسبه» اي محسبه وكافيه . و«يألوك» من : ألا ، يألو ، ألوا . ويعني التقصير . وقد قال بعضهم : اذا عدي هذا الفعل الى مفعولين تضمن معنى المنع ، وهذا حسن ، لان المعنى يكون اسلس ، وان لم تكن ثمة حاجة الى ذلك ، فمعنى التقصير وحده يكفي ، كما يستفاد خلاف ذلك من «الصحاح» الذي جاء فيه : «الا ، يألو : اي قصر . وفلان لا يألوك نصحا» . فيتبين من ذلك ان المعنى واحد حتى مع المفعولين .
و«التوكل» غير «التفويض» ، وكلاهما غير «الرضا» وغير «الوثوق» كما سيأتي بيانه . وسوف نشرح فيما يلي ما يحتاج من الحديث الشريف الى شرح .
فصل: في بيان معنى التوكل ودرجاته
اعلم ان للتوكل معاني متقاربة ، ولكن بتعبيرات مختلفة ، بحسب المسالك المختلفة ، كما يقول صاحب «منازل السائرين» : «التوكل كلة الامر كله الى مالكه والتعويل على وكالته» (1) . ويقول بعض اصحاب العرفان : «التوكل طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية» . وقال الاربعون حديثا :208
Halaman 207