يلقي به الى هوة الفناء ويجعله موضع عقوق ابيه الحقيقي ، اي النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ويبحث على نمط العظيم الذي هو رحمة للعالمين . فما اشد تعاسته ، وما اكثر المصائب والبلايا التي يخبئها له الغيب ! .
فاذا كنت على صلة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واذا كنت تحب امير المؤمنين عليه السلام واذا كنت من محبي اولادهما الطاهرين ، فاسع لكي تزيل عن قلوبهم المباركة القلق والاضطراب .
لقد جاء في القرآن الكريم في سورة هود :
«... فاستقم كما امرت ومن تاب معك ...» (1) . وجاء في الحديث الشريف ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : «شيبتني سورة هود لمكان هذه الآية» (2) .
يقول الشيخ العارف الكامل الشاه آبادي روحي فداه : «هذا ، على الرغم من ان هذه الآية قد جاءت في سورة الشورى ايضا ، ولكن من دون « ومن تاب معك » الا ان النبي خص سورة هود بالذكر ، والسبب ان الله تعالى طلب منه استقامة الامة ايضا ، فكان يخشى ان لا يتحقق ذلك الطلب ، والا فانه بذاته كان اشد ما يكون استقامة ، بل لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم مثال العدل والاستقامة» .
اذا ، يا اخي ، اذا كنت تعرف انك من اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتريد ان تحقق هدفه ، فاعمل على ان لا تضعه موضع الخجل بقبيح عملك وسوء فعلك . ترى اذا كان احد من اولادك والمقربين اليك يعمل القبيح وغير المناسب من الاعمال التي تتعارض وشأنك ، فكم سيكون ذلك مدعاة لخجلك من الناس وسببا في طأطأة راسك امامهم ؟ اعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلي عليه السلام ، هما ابوا هذه الامة بنص ما قاله النبي الكريم : «انا وعلي ابوا هذه الامة» (3) . فلو احضرنا في حضرة رب العالمين يوم الحساب وامام نبينا وائمتنا ، ولم يكن في كتاب اعمالنا سوى القبيح من الاعمال ، فان ذلك سوف يصعب عليهم ولسوف يشعرون بالخجل في حضرة الله والملائكة والانبياء . وهذا هو الظلم العظيم الذي نكون قد ارتكبناه بحقهم ، وانها لمصيبة عظمى نبتلى بها ، ولا نعلم ما الذي سيفعله الله بنا ؟
فيا يها الانسان الظلوم الجهول ، يا من تظلم نفسك ! كيف تكافئ اولياءك الذين بذلوا اموالهم وارواحهم في سبيل هدايتك ، وتحملوا اشد المصائب ، وافظع القتل ، واقسى السبي الاربعون حديثا :168
Halaman 167