Arbacin Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Genre-genre
590- وأجاب الجمهور عن ذلك بأن هذا الخطاب كان لمالك ورفقته وهم مستوون في الإسلام والنسب والهجرة، والظاهر أنهم كانوا متساوين في الفقه والقراءة أيضا؛ لأنهم هاجروا جميعا؛ وأقاموا عند النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة فصحبوه صحبة واحدة، واشتركوا في المدة والسماع والرؤية، فالظاهر تساويهم في جميع الخصال إلا السن، فلهذا قدمه، وإن لم يكن هذا هو الظاهر فهو محتمل، وذلك يمنع عموم الحكم؛ لأنها قضية عين يؤثر فيها الاحتمال، بخلاف حديث أبي مسعود هذا.
591- وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا يؤم الرجل في سلطانه))، حمله الشافعي والجمهور على عمومه، أي: في موضع سلطنته وهو ما يملكه أو يتسلط عليه بالتصرف كصاحب المنزل وإمام المسجد الراتب، ثم الإمام الأعظم مقدم على كل هؤلاء؛ لأن ولايته وسلطنته عامة، وكذلك نائبه وإن كان ثم من هو أفقه من هؤلاء وأقرأ لكن يستحب لصاحب المنزل ونحوه تقديم الأفقه والأقرأ إذا حضر.
592- والتكرمة هي الفراش المعد لجلوس الرجل في بيته، والله أعلم.
593- أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منعة بن منيع ابن مطرف القنوي ثم الصالحي في خلق كثير قراءة عليهم وأنا أسمع قال: أنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي فهم اليلداني سماعا، وأبو محمد عبد الحق بن خلف حضورا، قال الأول: أنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، والثاني: أنا أحمد ابن أبي الوفاء عبد الله البغدادي قالا: أنا علي بن أحمد بن بيان، أنا محمد بن محمد بن مخلد، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي سبرة النخعي قال: ((أقبل رجل من اليمن فلما كان في بعض الطريق نفق حماره، فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال: اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك، وأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور ، لا تجعل لأحد علي منة، أطلب إليك أن تبعث لي حماري، فقام الحمار ينفض أذنيه)).
Halaman 461