Aram Dimashq dan Israel
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
Genre-genre
Yadin
ومالامات
Malamat ، وذلك رغم أن نتائج المسح الأركيولوجي لفلسطين تثبت يوما بعد يوم نظرية التسرب التدريجي. فأحداث سفر يشوع لم تؤكدها حتى الآن نتائج التنقيب الأثري، أما التسرب التدريجي فيمكن لأنصاره الاعتماد على الوقائع الأركيولوجية الجديدة. لقد استطاع المنقب موشي كوشافي العثور على مائة قرية زراعية صغيرة نشأت في منطقة أفرايم بالهضاب المركزية خلال عصر الحديد الأول،
2
كما عثر المنقب آدم زرتال في منطقة منسي بالهضاب المركزية أيضا على 136 قرية جديدة خلال الفترة نفسها.
3
ولكن من يستطيع القول إن هذه القرى الجديدة هي قرى إسرائيلية؟ إن الدلائل تتزايد اليوم على أن أولئك القادمين الجدد إلى المناطق الهضبية في فلسطين كانوا بشكل رئيسي من المزارعين ومربي الماشية المستقرين، ولا علاقة لهم بالبداوة أو الرعي المتنقل، وأنهم من أصل محلي لا خارجي. يضاف إلى ذلك أن ظهور القرى الجديدة في فلسطين إبان عصر الحديد الأول لم يكن وقفا على المناطق الهضبية فقط، وأن إعادة استيطان المناطق التي هجرت خلال عصر البرونز الأخير هي عملية مرتبطة بعودة المناخ المطري. إن أخذ هذه الحقائق كلها بعين الاعتبار يؤكد لنا بأن التغييرات السكانية في المناطق الهضبية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بنشوء إسرائيل التوراتية.
إن ثنائية كنعان - إسرائيل، التي رسختها نظرية آلت، لم تنشأ نتيجة لوصف مباشر وبسيط لمجموعتين بشريتين متعاصرتين ومعروفتين تاريخيا، هما الإسرائيليون والكنعانيون، بل جاءت نتيجة وصف تخيلي يعتمد التوفيق بين الرواية التوراتية والمصادر التاريخية. فصورة الكنعانيين عند آلت وغيره من الباحثين التقليديين مستمدة من تفسير النصوص المصرية لعصر البرونز، والتوفيق بينها وبين الصورة العرقية التوراتية عنهم. وأما صورة الإسرائيليين فمستمدة فقط من الرواية التوراتية المتأخرة، والتي لا تعكس سوى صورة جماعة السبي البابلي، من بني يهوذا، عن أنفسهم وعن أصولهم. وفي الحقيقة، فإننا اعتمادا على المكتشفات الأثرية في كل مواقع القرى والمدن الفلسطينية، لا نستطيع التمييز بين ما هو كنعاني وما هو إسرائيلي. ففي المواقع القديمة، مثل مجدو وحاصور وشكيم، والتي استمرت من عصر البرونز إلى عصر الحديد، تظهر الآثار المادية صورة ثقافة محلية مستمرة وغير منقطعة، من عصر البرونز الوسيط إلى البرونز الأخير فعصر الحديد الثاني. كما تظهر الخزفيات والمخلفات المادية الأخرى في مواقع القرى الجديدة، التي ظهرت إبان عصر الحديد الأول انتماء للثقافة المحلية، وارتباطا كاملا بثقافة عصر البرونز الأخير. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمدن التي بنيت في عصر الحديد، ومثالنا الوحيد عليها هو مدينة السامرة، فهنا يبدي كل أثر من آثار تنظيم المدينة وعمارتها وخزفياتها وفنونها التشكيلية انتماء إلى الثقافة الفلسطينية التقليدية، والثقافة الفينيقية المجاورة.
كل ذلك يدعونا إلى القول مع السيدة كاثلين كينيون - التي قضت جل حياتها المهنية في التنقيب في أورشليم وأريحا وعدد آخر من المواقع الفلسطينية - إنه لا يوجد وقت فيما بين عصر البرونز الأخير وعصر الحديد نستطيع أن نلاحظ فيه تغيرا حضاريا يشير إلى حلول أقوام جديدة في فلسطين، سواء في المناطق الهضبية أم في غيرها،
4
Halaman tidak diketahui