Pandangan Falsafah dalam Krisis Zaman
آراء فلسفية في أزمة العصر
Genre-genre
1 (1-2) الرسالة الراهنة للفلسفة
الرأي العام السائد ينظر إلى الفلسفة باعتبارها على الأقل نافلة من النوافل؛ لأنه يرى أن الفلسفة تعمى عن الحاضر وقواه وحركاته، وهو يتساءل: ما فائدة الفلسفة؟ إن الفلسفة لا تعين؛ فقد كان أفلاطون عاجزا عن معونة الإغريق، ولم ينقذهم من التردي إلى أسفل، بل لقد عاون في الواقع على انهيارهم.
وكل استنكار للفلسفة يصدر عن شيء خارج عن الفلسفة، أما عن مضمون إيمان معين قد تعرضه الفلسفة للخطر، أو عن أهداف عملية لا تجدي فيها الفلسفة أو عن مذهب العدم الذي ينبذ كل شيء؛ ومن ثم فهو ينبذ الفلسفة باعتبارها عديمة القيمة.
غير أن في الجهد الفلسفي شيئا لا يراه كل أولئك الذين ينبذون الفلسفة. في الفلسفة يعيد الإنسان الكشف عن مصدره الأول. والفلسفة - بهذا المعنى - مطلقة لا تهدف إلى غرض، ولا يمكن تبريرها عن طريق شيء آخر، أو على أساس المنفعة لأي غرض من الأغراض. إنها ليست دعامة نستند إليها، أو قشة نتمسك بها. ولا يستطيع إنسان ما أن يطوع الفلسفة له، أو أن يتخذها وسيلة من الوسائل.
وأنا أجد الشجاعة لأن أقرر أن الفلسفة لا يمكن أن تتوقف ما دام الإنسان حيا؛ فالفلسفة تؤيد الأمل في إدراك معنى الحياة الذي يتجاوز كل الأغراض الدنيوية، وهي تبرز المعنى الذي ضم كل هذه الأغراض، وبمعنى ما تنفذ في الحياة لكي تؤدي هذا المعنى بالواقع الفعلي، وهي لن تحط من شأن الإنسان أو من شأن فرد ما إلى مستوى الآلة المجردة.
وهدف الفلسفة هو أن تحقق في كل الأزمان «استقلال» الإنسان كفرد، وهو يكتسب هذا الاستقلال بإيجاد علاقة بينه وبين الوجود الذي لا شك فيه، وهو يكتسب استقلال كل شيء يقع في هذه الدنيا بعمق ارتباطه بما يجاوز الطبيعة. وما وجده لاوتسي في تاو وجده سقراط في الرسالة المقدسة وفي المعرفة، ووجده أرميا في يهوه الذي كشف عن نفسه له، وهو ما عرفه بوثيس وبرونو واسبينوزا، وذلك هو ما أكسبهم صفة الاستقلال. وهذا الاستقلال الفلسفي ينبغي ألا يختلط بالتحكم الشديد الذي يوحي به الاستهتار بالأمور أو بالطاقة الحيوية التي تتحدى الموت.
ومهمة الفلسفة تتسم دائما بهذا «التناقض». إن الاستقلال يلتمس في البعد عن العالم، وفي نبذه واعتزاله، أو يلتمس في الدنيا ذاتها، وفي خلالها والإسهام فيها، ولكن دون الخضوع لها؛ ومن ثم فإن الفيلسوف الذي لا يحب لنفسه الحرية إلا إذا توافرت لغيره، ولا يحب لنفسه الحياة إلا باتصاله بغيره من الناس، هذا الفيلسوف ينطبق عليه ما أطلقه رجل أحمق على كونفوشيوس من أنه «الرجل الذي يعرف أن الأمر مستحيل، ولكنه برغم ذلك يسعى إليه»، وهي حقيقة تنطبق على المعرفة المحدودة التي تجعل من ظواهرها شيئا مطلقا، ولكنها حقيقة لا تزعزع حقيقة أخرى، هي حقيقة الإيمان الفلسفي، التي هي أبعد منها غورا.
إن الفلسفة تخاطب الفرد. وفي كل عالم، وكل موقف، يرد الاجتهاد الفلسفي الفرد إلى نفسه؛ لأن الفرد الذي يكون نفسه - ويستطيع أن يبرهن على ذاته في عزلته - هو وحده الذي يستطيع حقا أن يشرع في الاتصال بغيره.
فهل نستطيع الآن - في حدود هذه الواجبات الثابتة للفلسفة التي صورتها - أن نقول شيئا عن مهمتها الراهنة؟
سمعنا أن الإيمان بالعقل أشرف على نهايته، ويقال إن الخطوة الواسعة التي خطاها القرن العشرون هي الابتعاد عن المنطق، أو عن الفكرة التي تقول بوجود نظام عالمي. وبعض الناس يهلك عندما يدرك أن الحياة بذلك قد تحررت، وبعضهم ينحي باللائمة على هذا الخداع الأكبر للعقل، هذه الكارثة لا بد أن تؤدي إلى انهيار البشرية.
Halaman tidak diketahui