Pandangan Falsafah dalam Krisis Zaman
آراء فلسفية في أزمة العصر
Genre-genre
وبالرغم من كل هذه الأعمال المتنوعة في مجال السياسة والسفارات، استطاع رادا كرشنان بطريقة ما - نظرا لحيويته الكبرى - أن يكون باحثا مبدعا كثير الإنتاج، فأمكنه أن يدبج عشرات المقالات والخطب والمحاضرات والتقارير، كما أخرج مجلدات خاصة ضمها إلى كتبه العديدة الهامة المطولة. ومن بين مؤلفاته الرئيسية كتابه الضخم «فلسفة الهند»، وهو يقع في مجلدين كبيرين، كرس لهما المؤلف زهاء عشرين عاما من البحث والكتابة. وله كتابان آخران لهما أثرهما البالغ، وهما: «نظرة مثالية إلى الحياة»، وهي محاضرات هبرت، و«الديانات الشرقية والتفكير الغربي». وتلمس في كل ما كتب رادا كرشنان روح البحث في الديانة المقارنة والفلسفة المقارنة. وهي روح يمكن إدراكها على أحسن وجه بالنحو الذي صاغ به سؤالا رئيسيا هو: «هلا جاهدنا في سبيل فلسفة تجمع بين خير ما في الإنسانية الأوروبية والديانة الآسيوية، فلسفة أعمق وأكثر حيوية من هذه وتلك، مزودة بقوة روحانية وخلقية أكبر، تغزو قلوب الناس وترغم الشعوب على الاعتراف بسلطانها؟» وما دامت الفلسفة عند رادا كرشنان هي أسلوبا للحياة وتعودا على متابعة الحق حتى يعرف الإنسان نفسه ويسترشد خلقيا، فهو لا يرى إمكان استبعاد السياسة والشئون الدولية مما يهتم به الفيلسوف. ولقد قال: «إن الدين يتضمن الإيمان بالأخوة البشرية، والسياسة هي أفعل الوسائل التي ترسمها في صورة مرئية؛ فليست السياسة إلا تطبيق الدين.» (1) ديانة الروح وحاجات الدنيا
سارفيبالي رادا كرشنان (1-1) وظيفة الفلسفة
إن الطالب الهندي للفكر الفلسفي الذي يعيش في هذه الفترة التاريخية ذات المعنى العميق أمامه واجبات وعليه مسئوليات. إن أهم ظاهرة في عصرنا ليست هي الحروب أو الدكتاتوريات التي تشوه وجه الدنيا، إنما هي تأثير الثقافات المختلفة بعضها في بعض، وتفاعلها، وظهور مدنية جديدة تقوم على أساس حقائق الروح ووحدة البشرية. إن المآسي والكوارث التي تشغل جانبا كبيرا من أبرز ما في وعينا إنما ترمز إلى انهيار الاتجاهات الانفصالية والسير نحو اتحاد الجماعات القومية في وحدة عالمية. وفي اضطرابات الفترة المعاصرة ينبغي لهذا الجيل، الذي وقع في الخطأ وعانى طويلا وأمسى عاجزا، ألا يغض الطرف عن الحركة الكبرى التي ترمي إلى الوحدة التي يسهم فيها.
وقد عادت الهند مرة أخرى إلى صلتها بالعالم الغربي عن طريق علاقتها ببريطانيا، وتداخل التيارين العظيمين من مجهود الإنسان في مثل هذه الأزمة التي يجتازها تاريخ الجنس البشري لا يخلو من المعنى بالنسبة إلى المستقبل. إن التفكير الهندي، لما يتميز به من إحساس عميق بالواقعية الروحية والتدبر في عالم تجاربنا العادية، وبما يتصف به من بصيرة سامية نافذة وآمال خالدة، ربما استطاع أن يصرفنا نحن المحدثين عن الانشغال التام بالحياة الدنيوية أو بالصيغ الراهنة التي كثيرا ما أراد التفكير المنطقي أن يحبس فيها الطموح الروحي. والظاهر أننا على غير استعداد عقلي أو روحي إلى تلك المادية المتزايدة التي تنجذب إليها الشعوب البعيدة بقوة الظروف الطبيعية والاقتصادية. إن العالم الذي أمسى اليوم جسما واحدا يبحث عن روحه. فهلا مهدنا لروح العالم الصادقة التي لم تولد بعد بتبادل حر للآراء وتطوير للفلسفة التي تجمع بين خير ما في الإنسانية الأوروبية والديانة الآسيوية، فلسفة أشد عمقا وأكثر حيوية من هذه وتلك، مزودة بقوة روحية وخلقية أكبر، تغزو قلوب الناس وترغم الشعوب على الاعتراف بسلطانها. إن مثل هذه النظرة إلى وظيفة الفلسفة في الحياة الحديثة تتولد عن ضرورة الفكر، وربما استطاع الباحث الهندي أن يقدم شيئا من العون على تطوير النظرة العالمية في الفلسفة. ⋆
وبالرغم من أني لم أدرك الاتجاه الصحيح الذي أسير فيه، ولم أدرك أني إنما ولدت لكي أؤدي ما أؤديه اليوم، فإن أسفاري وصلاتي في أصقاع مختلفة من العالم لأكثر من جيل من الزمان أمدتني بهدف في الحياة. وكان اهتمامي الوحيد الأكبر أن أحاول أن أرد الإحساس بالقيم الروحية إلى الملايين من الناس الذين انحرفوا من الوجهة الدينية، والذين كافحوا لكي يجدوا ملاذا آخر غير الدين في مجالات الفنون والعلوم الطارئة، وفي الفاشية والنازية، وفي الإنسانية والشيوعية. وأول خطوة نحو استرداد الإحساس بالقيم الروحية هي أن نفهم طبيعة الاضطراب الفكري الذي يستولي على اتجاه الملايين من البشر. ومن بين المؤثرات الكبرى التي تنمي روح الشك بالنسبة إلى الحق الديني نمو الروح العلمية، وتقدم الحضارة التكنولوجية، ودين رسمي أو دين مصطنع يجد نفسه في صراع مع ضمير اجتماعي متيقظ، ودراسة مقارنة للديانات. ⋆ (1-2) تدهور الدين
أخذ الإنسان يسير سيرا حثيثا منذ عام 1500م نحو تكوين جماعة واحدة. وقد أدت الحربان العالميتان إلى انكماش المسافات وضمور العالم. وهذه الوحدة الطبيعية للعالم تتطلب لبقائها وحدة سيكولوجية. غير أن الحواجز التي تقيمها الديانات المتزمتة تصيب بالعقم جهود الناس التي تبذل في سبيل التنسيق بين قواهم في تشكيل المستقبل؛ فكل ديانة تنافس الديانات الأخرى. وهناك أمور أخرى أكثر أهمية مما يحمله كل منا من ولاء خاص نحو عقيدة معينة: الحق والإنسانية، وذلك الوعي الديني العالمي الذي تمتلكه الكائنات البشرية جميعا ملكا مشتركا بفضل ما أوتيت من روحانية. وما دام ولاؤنا الطائفي قويا غلابا فلا يمكن أن ننتمي إلى الجماعة الإنسانية العامة.
إن الدين - بوظيفته التي يؤديها حتى الآن - لا يقوم على أساس علمي أو أساس اجتماعي. ونظرا لهذه المميزات للديانة التقليدية، فإن قطاعات كبيرة من البشرية تقع فريسة للكفر رغما عنها. ونحن نعيش في عصر تفكك من الأفكار وتردد في العمل، وقيمنا غامضة، وتفكيرنا مضطرب، وأهدافنا متغيرة، ومستقبلنا غير واضح. هناك معارف متناثرة هنا وهناك، ولكن ليست هناك صورة واحدة مرئية. وقد أشار الشاعر الإنجليزي و. ب. بيتس إلى حالتنا هذه في كلمات خالدة يجدر بنا أن نتدبرها جيدا، قال:
كل شيء يتداعى والمركز يتلاشى،
والفوضى الشاملة تزحف على الدنيا،
وتيار الدماء يتدفق،
Halaman tidak diketahui