Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
Penerbit
دار الهلال
Nombor Edisi
الأولى
Lokasi Penerbit
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
Genre-genre
وذكر ابن هشام وكذا ابن الجوزي مختصرا، أنه لما أسلم أتى إلى جميل بن معمر الجمحي- وكان أنقل قريش لحديث- فأخبره أنه أسلم، فنادى جميل بأعلى صوته أن ابن الخطاب قد صبأ. فقال عمر: - وهو خلفه- كذب، ولكني قد أسلمت، فثاروا إليه، فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، وطلح، أي أعيا عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا «١» .
وبعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله. روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال: بينما هو- أي عمر- في الدار خائفا، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو، وعليه حلة سبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم، وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: مالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال لا سبيل إليك- بعد أن قالها أمنت- فخرج العاص، فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال أين تريدون؟ فقالوا:
هذا ابن الخطاب الذي قد صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكر الناس «٢» وفي لفظ، في رواية ابن إسحاق: والله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه «٣» .
هذا بالنسبة إلى المشركين، أما بالنسبة إلى المسلمين؛ فروى مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب، لأي شيء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام- ثم قص عليه قصة إسلامه وقال في آخره- قلت: - أي حين أسلمت- يا رسول الله! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى! والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم، قال: قلت: ففيم الإختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كابة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله ﷺ «الفاروق» يومئذ «٤» .
وكان ابن مسعود ﵁ يقول: ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر «٥» .
_________
(١) نفس المصدر ص ٨ وابن هشام ١/ ٣٤٨، ٣٤٩.
(٢) صحيح البخاري، باب إسلام عمر بن الخطاب ١/ ٥٤٥.
(٣) ابن هشام ١/ ٣٤٩.
(٤) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ٦، ٧.
(٥) مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص ١٠٣.
1 / 93