Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
Penerbit
دار الهلال
Nombor Edisi
الأولى
Lokasi Penerbit
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
Genre-genre
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمرا، فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبا من لقف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما، فقال له سعد ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقك على أهل المدينة «١» .
قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشا أرسلت إلى المسلمين تقول لهم: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم «٢» .
ولم يكن هذا كله وعيدا مجردا، فقد تأكد عند رسول الله ﷺ من مكيد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهرا، أو في حرس من الصحابة، فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سهر رسول الله ﷺ مقدمة المدينة ليلة، فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله ﷺ: ما جاء بك؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله ﷺ، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله ﷺ، ثم نام «٣» .
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمرا مستمرا، فقد روي عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يحرس ليلا، حتى نزل: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، فأخرج رسول الله ﷺ رأسه من القبة، فقال: «يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله ﷿ «٤»» .
ولم يكن الخطر مقتصرا على رسول الله ﷺ، بل على المسلمين كافة، فقد روى
(١) صحيح البخاري، كتاب المغازي ٢/ ٥٦٣. (٢) رحمة للعالمين ١/ ١١٦. (٣) مسلم باب فضل سعد بن أبي وقاص ٢/ ٢٨٠ واللفظ له، وصحيح البخاري- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله ١/ ٤٠٤. (٤) جامع الترمذي أبواب التفسير ٢/ ١٣٠.
1 / 176