52

Dwerg Gergasi

أقزام جبابرة

Genre-genre

فقال الشيخ الآخر: لا تشغل بالك، تجيء ساعة تنحل القضية فيها من تلقاء نفسها.

وسكتا ليهيئا ما يقولان، فصاح أبو فارس: بو يوسف، أهلا وسهلا، جئت بوقتك، عمي بطرس تفضل معه، انزلوا، منظر غريب، وتأملوا ما أقل عقلنا نحن البشر.

فأجاب بو يوسف: خير إن شاء الله.

ومشى مشية المقيد يتبعه بطرس، يهدجان وتغرق أرجلهما بالتراب المبثوث، وما أشرفا على الخندق حتى قال أبو فارس: بحياتكم، تأملوا، هذا «شلش» عريشة جاري، تأملوا ما أبعده يا بشر! وهذا شلش لوزتي رائح صوبه بالسلامة، فماذا نفعني عملي؟

فتناظر الشيخان وارتجفت ذقناهما، ومر في رأسيهما فكر واحد، فأطرقا، والفعلة يمزحون حولهم ويضحكون كأنهم لم يعملوا نهارهم كله أشق الأعمال، ولا يعنيهم ما يعمل الشيخان وبو فارس، كل ما يعنيهم أن يطول الحديث لتطول الاستراحة، ففتحوا أكياسهم ولفوا سيكارة ثانية.

فمرمر بو فارس وقال: والله العظيم احترت في أمري، مدوني برأيكم.

فقال بو يوسف: رأيي أن الإنسان قليل العقل، الشجر أدرك من البشر، بو طنوس وبو خليل ركبهم الدين وباعوا ما فوقهم وما تحتهم من أجل اختلافهم على الحد، على شبر أرض، انشقوا وشقوا الضيعة والجيرة والبلاد، حروا الدنيا كلها، أشعرت ألسنتنا من الترجي، وكل واحد منهم يريد أن يأكل خصمه، ومحاكم هذا الزمان - والحمد لله - تطول الحبل. باب الشريعة واسع، كلما انسد باب يفتح «الأبوكاتية»

8

عدة أبواب. بو طنوس، امش معي، وأنت يا فارس رافقنا.

فتردد أبو فارس لأن الفعلة قاعدون، خاف أن يخسر شيئا من عرق جبينهم، فأبدى حركات لولبية أسفرت عن تحويل الفعلة إلى عمل آخر، ولحق بالشيخين.

Halaman tidak diketahui