مغرور
عرك سياسة القرية وعركته فتوهم أنه بسمرك زمانه أو عبد الحميد، ومتى تمطى بصلبه
1
وقعد يخبرك عن بلائه الحسن في المعارك الانتخابية، تخال أنه يضع من يشاء، ويرفع من يشاء. يظن أنه يقص عليك أحسن القصص؛ فيستمكن من الكرسي ويرفع طربوشه الدهري عن جمجمة كأنما خطت بالبيكار، قلت جمجمة لأن الجزر بلغ أقصاه في ذلك الرأس.
ألقيت عليه نظرة بلهاء، وكدت أتوه في عالم التأمل لو لم يهزني بعنف ويهتف بي: أعجبك رأسي؟ يا ما مر على هذا الرأس من مصائب وبلايا! ضربات لا تهر الشعر فقط، ولكنها تهد الجبال الشامخة. تحب تسمع؟ سماع أخبارا تشيب رءوس الأطفال.
ثم تطاول ونظر بعيدا، فالتفت لأرى ما يرى، فإذا به يقول لي: ما لك؟ فقلت: لا شيء.
ودعمت رأسي بيدي التنتين لأمكن عيني من وجهه الطريف علامة الإصغاء. أما هو فأخذ يحكم قعدته ويرتب فناجين القهوة على الطاولة. كان يعبث بها ويلتفت نحوي، وأنا أنتظر وهو يتهيأ.
وبعد دقائق أظنها لا تقل عن العشر، قال: نعم. قلت: نعم. قال: ماذا تريد؟
قلت وقد كدت أنشق من الغيظ: قلت لي سماع حتى أخبرك، وأنا أنتظر منذ ربع ساعة.
قال: اسألني يا صاحبي، عندي مليون قصة، عمن تريد أن أخبرك؟ تريد أخبارا قديمة أم جديدة؟ أنا تاريخ من لحم ودم.
Halaman tidak diketahui