عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات

Emad El-Din Mohamed Esmail El-Sharbeny d. Unknown
75

عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات

عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات

Genre-genre

فهذه الآية الكريمة: حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس على الطريقة النبوية، فإنه كاذب فى دعواه فى نفس الأمر، حتى يتبع شرع الله ﷿، وسنة نبيه ﷺ فى جميع أقواله وأفعاله وأحواله، ويعلم أن هذا الإتباع عين التوحيد الخالص لله ﷿، كما دل على ذلك ما روى أنه لما نزلت هذه الآية قال بعض الكفار: "إن محمدًا يريد أن نتخذه حنانًا (١) كما اتخذت النصارى عيسى" فأنزل الله تعالى: ﴿قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين﴾ (٢) فقرن طاعته ﷿ بطاعته ﷺ رغمًا لهم (٣) .

(١) الحنان: الرحمة، والعطف، والرزق، والبركة. والمراد: ربًا ذا رحمة، وقيل محببًا، وقيل: متمسحًا به تبركًا. شرح الشفا للقارى ١/٤٩، والنهاية ١/٤٥٢. (٢) الآية ٣٢ آل عمران. والأثر:أخرجه ابن المنذر بنحوه عن مجاهد، وقتادة، كما قال الحافظ السيوطى فى مناهل الصفا فى تخريج أحاديث الشفا ص ٣٣ رقم١٩. والأثر ذكره ابن إسحاق عن أبى رافع القرظى قال: (حين اجتمعت الأحبار من يهود ونصارى من أهل نجران عند رسول الله ﷺ،= =ودعاهم إلى الإسلام قالوا: أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رسول الله ﷺ: "معاذ الله أن أعبد غير الله، أو آمر بعبادة غيره، فما بذلك بعثنى الله ولا أمرنى" فأنزل الله ﷿: ﴿ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة ثم يقول للناس كونوا عبادًا لى من دون الله﴾ الآيتان ٧٩، ٨٠ آل عمران. وينظر: السيرة النبوية لابن هشام ٢/١٩٦ نص رقم ٦٣٥. (٣) الشفا ١/٢٢، وينظر: شرح الشفا للقارى ١/٥٠، وشرح الزرقانى على المواهب ٨/٥١٥، ٥١٦.

1 / 75