Lebih Kuat Daripada Cinta
أقوى من الحب
Genre-genre
وأخذا يتناولان العشاء، ويقرعان الكئوس، وشربا كثيرا، وبدا عليها أنها قد ثملت؛ فألقت برأسها على كتفه، وقالت وهي تحدق في عينيه: أتحبني نصف حبي لك؟ لكنك لن تصدق!
وقال وهو يمسك بين جنبيه بقية من حذر: ماذا تريدين؟ أتريدين برهانا لحبي؟
وأجابت: أريد الحنان، عواطفك غير المدهونة.
وقال متضاحكا: لحسن الحظ أنا لا أملك غير ما تطلبين.
وبدأ يسوق البراهين ... جعل يضم يدها بين يديه في حنان، وأغرق وجهها بنظرات الحب الوالهة ... واختفت من أمامه الغانية العابثة، وبقيت الحسناء الجميلة، ذات الوجه الفاتن، والعيون الناعسة، والشفاه الدافئة ... تمنت نفسه أن يرى وحده هذا الجمال، فقال متثائبا: هل ننهض؟ - هيا، إني لا أقل عنك رغبة في الراحة، وأمسك بيدها وهما في السيارة، وحاول أن يقبلها، ولكنها نأت بفمها بعيدا، وقالت وهي تتخلص من ساعديه: دعني أحتفظ بالأمل فيها؟ - ما هي؟ - القبلة التي تريد أن تمنحني إياها، أريد أن تحس معي أنها شيء عزيز المنال؛ فلنؤجلها، ولنعش أياما في لذة الشوق إليها ...
وعندما آب إلى داره - بعد أن أوصلها - بدأ يستعيد ما حدث بينهما.
إن هذه الفتاة جديرة بشيء آخر غير الخداع، جديرة بعواطف صادقة، إنها تستحق منه أن يفكر تفكيرا آخر أسمى من هذا التفكير. لقد تأكد أنها لا تريد به شرا، ولا تفكر في خداعه. لو أنها كانت تخدعه لخدعته أول لقاء، أو في الثاني، لكنها لم تفعل، كانت تستطيع أن تتركه إلى هذا السيد الثري بعد أن صارحها بأنه لا يملك شيئا. إنه لن يشك لحظة في أن هذا العملاق غني الحرب - الذي كان يجلس قبالتهما - يشتعل غراما بها، ومع ذلك فهي لا تعيره أي اهتمام، وانتهت به تأملاته إلى قرار؛ إنه لن يقسو عليها بعد اليوم، وسوف يكشف لها قلبه.
ومضى يحدثها في الصباح بالتليفون، في رقة لم تألفها، وكم أثلج صدره أن تختم حديثها الشهي قائلة: بالعكس، إن حديثك يدخل على قلبي السرور!
ومرت أيام ... كان يلقاها في الصباح وفي المساء ... كانت تصحبه كلما قصدت متجرا، فتشتري ما تشاء، ولا تسمح له أن يدفع ثمن شيء!
وحاول مرة أن يدفع عنها ثمن ثوب من الحرير فرفضت، ولما أحست غضبه قالت بحنو: ما دمت تريد أن تشتري لي شيئا، فاشتر لي هذه الزجاجة، إنه عطر جميل، يذكرني دائما بجمال اللحظات التي أقضيها معك!
Halaman tidak diketahui