أصدرت ليديا صوتا ينم عن موافقته الرأي ولكن بتشكك؛ فقد كانت تعلم أنها تصرفت بوقاحة، بل بقسوة. كانت تعلم أن عليها الاعتذار. اتجهت إلى البوفيه وصبت لنفسها فنجان قهوة آخر.
خرجت سيدة البيت من المطبخ متوجهة إليها. «هل ما زالت ساخنة؟ أظن أنني سأصب لنفسي فنجانا أيضا. هل سترحلين اليوم حقا؟ أحيانا أفكر أنني أريد القفز في قارب ما والرحيل أيضا. المكان بديع هنا وأنا أحبه ولكنك تعرفين ما يحدث.»
احتستا قهوتيهما وهما واقفتان بجوار البوفيه. لم ترد ليديا العودة إلى الطاولة، ولكنها كانت تعلم أنها ستضطر إلى ذلك. بدا السيد ستانلي منكسرا ووحيدا، بكتفيه المكتنزتين، ورأسه الأصلع الناعم، وسترته الرياضية البنية ذات المربعات والتي كانت كبيرة عليه قليلا. لقد اجتهد ليكون أنيقا ومهندما، ولا بد أن ذلك كان أمرا متعبا بالنسبة إليه بسبب ضعف إبصاره. ومن بين جميع الناس لم يكن يستحق معاملة وقحة.
قالت المرأة: «أوه، لقد نسيت.»
دخلت إلى المطبخ وعادت بحقيبة ورقية ضخمة بنية اللون. «لقد ترك لك فينسنت هذه. قال إنها أعجبتك. أحقا؟»
فتحت ليديا الحقيبة ورأت أوراقا عشبية طويلة وغامقة وممزقة من كنافة البحر، بمظهرها الزيتي حتى وهي جافة.
قالت: «حسنا ...»
ضحكت المرأة: «أعلم. لا بد وأن تكوني مولودة هنا لتقدري مذاقها.»
قالت ليديا: «كلا، لقد أعجبتني فعلا. اعتدت عليها.» «لقد حققت نجاحا باهرا.»
أخذت ليديا الحقيبة وعادت إلى الطاولة وأطلعت السيد ستانلي عليها. وحاولت إلقاء مزحة لتسترضيه. «ترى هل تناولت ويلا كاثر كنافة البحر من قبل؟»
Halaman tidak diketahui