قال أبي: «قمة هيبرون. هذه أعلى نقطة فوق الأرض في مقاطعة هورون. أو هكذا كانوا يخبرونني دائما.»
قالت أمي: «الآن أعرف أين أنا. سنراه بعد لحظات، أليس كذلك؟»
ثم ظهر بيت خشبي ضخم لا تدنو منه الأشجار، وتقع خلفه الحظيرة والتلال البنية المزهرة. كان مخزن العربات التي تجرها الخيول هو الحظيرة الأصلية، وكانت مبنية من الخشب. لم يكن طلاء البيت أبيض اللون كما كنت أظن على نحو قاطع، بل كان أصفر، ومعظمه قد تساقط.
وأمام البيت - وسط مساحة ضيقة ظليلة نظرا لانحسار الظل في هذا الوقت من اليوم - جلس عدة أشخاص على كراسي مستقيمة الظهر. وعلى حائط المنزل خلفها علقت سطول اللبن المصقولة وأجزاء من فرازة القشدة.
لم يتوقعن مجيئنا؛ إذ لم يكن لديهن هاتف؛ وبالتالي لم نتمكن من إخبارهن بقدومنا. كن يجلسن فقط هناك في الظل، يتطلعن إلى الطريق الذي نادرا ما تمر عليه سيارة طيلة فترة ما بعد الظهيرة.
نهضت إحداهن وهرولت نحو جانب البيت.
فقال أبي: «هذه سوزان. إنها تخشى الناس.»
قالت أمي: «ستعود عندما تدرك من نحن؛ فهي لا تميز السيارة الغريبة.» «ربما. لا أعتمد على هذا.»
وقفت الأخريات، وعلى نحو رسمي للغاية جهزن أنفسهن، وأيديهن مشبكة أمام مآزرهن. وعندما خرجنا من السيارة وتعرفن علينا، خطت واحدة أو اثنتان منهن بضع خطوات تجاهنا، ثم توقفتا، وانتظرتا اقترابنا منهن.
قال أبي: «هلموا.» ثم قادنا إلى كل واحدة منهن بالدور، قائلا فقط أسماءهن للتعارف، بلا أحضان، ولا مصافحات، ولا قبلات: «ليزي. دوروثي. كلارا.»
Halaman tidak diketahui