Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922

Jaques Tajir d. 1371 AH
96

Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Genre-genre

لقد ذكرنا الحوادث العديدة والمتنوعة التي تتعلق بالعلاقات بين الأقباط والمسلمين في هذه الفترة، وأشرنا إلى أهميتها، ولكننا نشعر بعدم اهتدائنا إلى الطريق إذا أردنا الكشف عن الأسباب التي وجهت سياسة هذا الخليفة أو ذاك.

وهناك نقطة من شأنها أن تلقي بعض الضوء على أبحاثنا، ذلك أن نظام الفاطميين كان يشبه إلى حد غريب الماسونية في أيامنا هذه، وكان أتباعهم يحاطون بأسرار طقوسهم شيئا فشيئا، كما كانوا يجتمعون في محافل حسب درجاتهم.

ولا بد أن تكون هناك - كما هو الحال في الماسونية - كلمات مصطلح عليها، بعضها معروفة لدى الجميع وبعضها لا يعرفها إلا كبار الرؤساء، ومن البديهي ألا نعرف هذه المصطلحات، كما أنها ستظل في عالم الغيب إلى الأبد، لذلك فإن بعض مظاهر السياسة الفاطمية ستبقى مجهولة، فلن نستطيع أن نجزم بأن العزيز أو الحاكم أو من جاء بعدهما من الخلفاء كانوا يستوحون أوامر المحافل الكبرى، أو أنهم كانوا يعملون وفق ميولهم الشخصية ومصلحة البلاد.

لقد حاول الفاطميون الغرباء عن بلادهم أن يحققوا الوحدة القومية والتعاون الخالص لجميع المسلمين، كما تدل على ذلك، بصفة قاطعة، تصريحات المعز وأعمال قائده جوهر، ولكن يبدو أن الخلفاء عدلوا مبكرين عن التقرب من السنيين بعد أن قاموا بمحاولات فاشلة، ولما أصبح تحت تصرفهم جيش كبير من أهل شمال إفريقيا، ولما عززوه بالعناصر التركية والجنود السود، فضلوا كسب عطف الذميين، الذين لم يزالوا في ثرائهم ونفوذهم حتى قدوم الفاطميين لانتمائهم إلى الطبقة المثقفة المسيطرة على الأداة الحكومية.

وهذا الفرض، لا يمكن إهماله؛ لأن تاريخ الفاطميين يدل على طموحهم، وهم حكام مصر الإسلامية، الذين قطعوا علانية، دون سواهم، صلتهم بمركز الخلافة العباسية، وأعلنوا سيادتهم السياسية والدينية، وكل حاكم في أسرتهم أراد أن يوسع رقعة إمبراطوريته، وكل واحد منهم أراد أن يخلد ذكرى عهده ببناء مسجد في غاية الروعة أو قصر فخم، وكل واحد منهم عاش عيشة كلها ترف ورفاهية، وإذا أحصينا مع المقريزي ثروة الخليفة المستنصر أو خزائن الفاطميين وتحفهم التي نهبها الثوار، يخيل إلينا أننا نقرأ كتاب ألف ليلة وليلة.

وكان الفاطميون لهذه الأسباب في حاجة ملحة إلى المال؛ أي: إلى إدارة منظمة تقوم على عاتق موظفين أكفاء ومخلصين، يقومون بجباية الضرائب في مواعيدها، ويعملون جاهدين على إنماء الثروة الاقتصادية، وكان الأقباط على استعداد تام للقيام بهذا الدور خير قيام.

فلما يأس الفاطميون من استمالة السنيين إلى جانبهم، لجمودهم نحوهم، ولمسوا إخلاص النصارى، الذين كانوا يجمعون بين الكفاءة في الأعمال الحسابية وجباية الضرائب وبين المهارة في إتقان الصناعة، أرادوا أن يردوا جميل الأقباط إليهم، فأظهروا لهم تسامحا لا حد له.

غير أن هناك نقطة ما زالت تقلقنا: لقد أثار المعز، وهو أول خليفة نزل مصر، إشاعات حول وفاته، ولم يتردد فيها التاريخ القبطي؛ حيث يقول: إن هذا الخليفة ترك الحكم بعد أن اعتنق المسيحية؛ ومن جهة أخرى، بلغ تسامح العزيز مع النصارى درجة تدعو إلى الدهشة بالنسبة إلى عصره؛ أما الحاكم، فإنه اختفى بعد أن تردد آخر شهور خلافته على الرهبان وأصلح الأديرة والكنائس؛ ثم يأتي الظاهر، فيضع قانونا للردة، ويليه المستنصر الذي أرسل في طلب الوزير الأرمني بدر الجمالي؛ أما الآمر فقد زار الأديرة وزينها وأهمل محاربة الصليبيين، وأخيرا خاطر الحافظ بحياته ليحمي وزيره بهرام النصراني، هل نستطع أن نجزم بأن الإفراط الذي وقعت فيه هذه الأسرة كان يبرره فقط إخلاص النصارى لها؟

وقد نال الأقباط في هذا العهد المجد والثروة والحظوة والسلطان إلى أن أدى غضب الشعب عليهم إلى اضمحلال نفوذهم؛ ذلك لأن الأقلية الدينية استغلت ثقة الخلفاء لهم ليفوزوا بأكبر نصيب من التسامح للذميين، بينما أظهروا عدم مبالاتهم، بل جهروا بعداوتهم للأغلبية الدينية.

وقد استطعنا بفضل كتاب «قانون ديوان الرسائل» لابن الصيرفي، أن نكون فكرة عن طريقة العمل في المصالح الأميرية، وهذا ما يقوله المؤلف عن التأشيرات التي كانت تكتب على العرائض: «فلعهدي بالتوقيعات، يكتب على بعضها «يعرض» وعلى أكثرها «يجدد عرضها» وما أشبه ذلك من الفوارغ التي لا معنى لها وتعاد إلى أصحابها، فإذا كتبوا غيرها وقع عليها مثل ذلك أيضا، وأما «لا سبيل إلى ذلك» فهي لفظة قد اعتادها حتى لو التمس نصراني أن يسلم أو مسلم أن يبني مسجدا من ماله في أرض مباحة لا مالك لها، لوقع على رقعته: «لا سبيل إلى ذلك» ولا يوقع إلا فيما كان تخطيطه الجزية على الذمة أو عمارة الكنائس، وما أشبه ذلك لكون بعض من يوقع فيها نصرانيا.».

Halaman tidak diketahui