Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922

Jaques Tajir d. 1371 AH
100

Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Genre-genre

كان يمكن أن يعتبر ما عرضه الوزير الأفضل شاهنشاه أساسا للمفاوضات؛ إذ كان الفاطميون يهتمون خصوصا بحماية حدود مصر الشرقية باستعادة فلسطين التي وقعت بين أيدي الأتراك، ثم كان نفوذ الأقليات الدينية، أو بالأحرى النفوذ الأرمني في مصر، قويا في ذلك الوقت؛ لأن سلطة الخليفة كانت معدومة، وليس بمستبعد على الفاطميين الذين ذهبوا بتسامحهم إلى ترقية النصارى إلى رتبة الوزارة، أن يتحالفوا عسكريا مع المسيحيين لإنقاذ عرشهم المتداعي.

غير أن الصليبيين لم يكونوا في مستوى يسمح لهم أن يسلكوا سياسة واسعة، ولا نعجب إذ رأيناهم بأسلوبهم الخشن: «لم نقدم إلى آسيا لنخضع لأوامر المسلمين أو نتقبل حسناتهم، وعلى كل، فإننا لم ننس إهانات المصريين للحجاج الغربيين، وما زلنا نذكر أن النصارى في خلافة الحاكم، سلموا إلى الجلادين، وأن كنائسهم هدمت، ولا سيما كنيسة القيامة من أعلاها إلى أسفلها ... إن المسيحيين يريدون أن يتولوا بأنفسهم حراسة القدس ويتحكموا فيها، اذهبوا وقولوا لمن أرسلكم أن عليه أن يختار الحرب أو السلم قولوا له: إن المسيحيين المعسكرين أمام أنطاكية لا يهابون شعوب مصر ولا الحبشة ولا بغداد، وإنهم لا يتحالفون إلا مع الدول التي تحترم القوانين العادلة وأعلام يسوع المسيح.»

6

ومن عجب، رغما عن خشونة الإجابة، فإن المفاوضات لم تقطع، بل صاحبت بعثة مسيحية الوفد الإسلامي إلى مصر.

ونقول بعد ذلك: إن الحلف الذي عرضته مصر على الصليبيين شيء لا يذكر بالنسبة للذي عرضه، فيما بعد، التتر على الملك لويس التاسع، والواقع أن عددا كبيرا من التتر اعتنق الدين المسيحي تحت تأثير القساوسة النسطوريين، ثم إن زوجة جنكيز خان المسيحية لم تزل تطالب زوجها بالتسامح مع أبناء دينها، والتحالف مع الصليبيين، ولو أن هذا التحالف قد أبرم، لما استطاع الأتراك أن يصمدوا طويلا أمام القوات المتحالفة، ولكن الصليبيين أهملوا هذا العرض الذي كان من شأنه أن يدعم الإمبراطورية اللاتينية الشرقية الآيلة للسقوط، بل عمدوا دائما على زيادة أعدائهم وإشعال نار البغضاء في قلوب حلفائهم، وهكذا نراهم في أثناء الحرب الصليبية الثانية، ينقلبون على والي دمشق، حليفهم الطبيعي؛ لأنه كان عدو الأتراك، بدلا من أن يهاجموا قوات نور الدين.

ولا يعنينا أن ندخل في تفاصيل الحروب الصليبية، وكل ما نرجوه من عرض الحوادث السابقة، أن نبين عدم استعداد الصليبيين عسكريا وسياسيا قبل دخولهم في هذه المغامرة الكبرى، وذلك بسبب جهل تنظيمها التام، ويقول المؤرخ الحديث «رينيه جروسيه»

Groussct

في هذا الشأن: «لقد توغل البارونات الفرنجة بدون استعداد في هذا العالم الإسلامي المترامي الأطراف والمعقد أشد تعقيدا، وكان عليهم أن يرتجلوا النظم لإنشاء دولة، ويتبعوا سياسة ثابتة إزاء الأهلين، ويبتكروا نظاما إداريا ينسجم مع البيئة.»

7

وكلمة الارتجال هي خير ما يعبر بها في هذه المناسبة؛ لأن الصليبيين لم يكونوا قد أعدوا أية خطة، ولكن الظروف هي التي أملت عليهم موقفهم، فكانوا أبعد الناس عن التفكير في الاستعانة بنصارى الشرق قبل بدء الحملة، وعلينا حينئذ أن نقتصر في بحثنا على دراسة علاقة الصليبيين بالأقليات الدينية، وهو ما يهمنا. (2) الصليبيون والنصارى الشرقيون

Halaman tidak diketahui