54

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Penyiasat

شعيب الأرناؤوط

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٦

Lokasi Penerbit

بيروت

عَن ظواهرها إِلَى الْمَعِيَّة بِالْعلمِ بل معية الْعلم هِيَ الظَّاهِرَة مِنْهَا فَإِن سِيَاق الْآيَات الشَّرِيفَة يدل على ذَلِك وَقَالَ الإِمَام ابْن عبد البر أجمع عُلَمَاء الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الَّذِي حمل عَنْهُم التَّأْوِيل قَالُوا فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم﴾ هُوَ على الْعَرْش وَعلمه فِي كل مَكَان وَمَا خالفهم فِي ذَلِك من يحْتَج بقوله انْتهى فَقَوله سُبْحَانَهُ ﴿وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد﴾ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ جَمِيعًا هُوَ كِنَايَة عَن الْعلم بِهِ وبأحواله أَي وَنحن أعلم بِحَالهِ مِمَّن كَانَ أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد فَهُوَ تجوز بِقرب الذَّات لقرب الْعلم لِأَنَّهُ مُوجبه بِحَيْثُ لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء من خفياته فَكَأَن ذَاته قريبَة مِنْهُ قَالَ الإِمَام أَبُو حَيَّان كَمَا يُقَال إِنَّه تَعَالَى فِي كل مَكَان أَي بِعِلْمِهِ وَهُوَ تَعَالَى منزه عَن الْأَمْكِنَة انْتهى وَالَّذِي يدل على أَن المُرَاد بِالْقربِ هُوَ الْقرب بِالْعلمِ سِيَاق الْآيَة فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ ﴿وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه﴾ ثمَّ قَالَ ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ﴾ أَي بِالْعلمِ الْمَفْهُوم من نعلم وحبل الوريد مثل فِي فرط الْقرب كَقَوْل الْعَرَب هُوَ مني مقْعد الْقَابِلَة ومعقد الْإِزَار وَالْحَبل الْعرق فَشبه بِوَاحِد

1 / 98