34

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Penyiasat

شعيب الأرناؤوط

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٦

Lokasi Penerbit

بيروت

ابْن دِرْهَم إِنَّه زعم أَن الله لم يتَّخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَلم يكلم مُوسَى تكليما ثمَّ نزل فذبحه بِرِضا عُلَمَاء الْإِسْلَام قَالَ وَهَؤُلَاء الَّذِي يُنكرُونَ حَقِيقَة محبَّة الرب يُنكرُونَ التَّلَذُّذ بِالنّظرِ إِلَيْهِ وَلِهَذَا ظن كثير من المتفقهة والمتصوفة والمتكلمة أَن الْجنَّة لَيست إِلَّا التنعم بالمخلوق من أكل وَشرب ولباس وَنِكَاح وَسَمَاع أصوات طيبَة وشم رَوَائِح طيبَة لَا نعيم غير ذَلِك ثمَّ من هَؤُلَاءِ من أنكر أَن يكون الْمُؤْمِنُونَ يرَوْنَ رَبهم كالجهمية والمعتزلة وَمِنْهُم من أقرّ بِالرُّؤْيَةِ إِمَّا بِالَّتِي أخبر النَّبِي ﷺ بهَا كَأَهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَإِمَّا بِرُؤْيَة هِيَ زِيَادَة كشف أَو علم أَو بحاسة سادسة وَنَحْو ذَلِك من الْأَقْوَال وَالْمَقْصُود هُنَا أَن طوائف مِمَّن أثبت الرُّؤْيَة أَنْكَرُوا أَن يكون الْمُؤْمِنُونَ يتنعمون بِنَفس رُؤْيَتهمْ رَبهم قَالُوا لِأَنَّهُ لَا مُنَاسبَة بَين الْمُحدث وَالْقَدِيم كَمَا ذكر ذَلِك الْأُسْتَاذ أَبُو الْمَعَالِي وَالْإِمَام ابْن عقيل حَتَّى نقل عَنهُ أَنه سمع قَائِلا يَقُول أَسأَلك لَذَّة النّظر إِلَى وَجهك فَقَالَ يَا هَذَا هَب أَن لَهُ وَجها أَله وَجه يتلذذ بِالنّظرِ إِلَيْهِ وَذكر أَبُو الْمَعَالِي أَن الله يخلق لَهُم نعيما بِبَعْض الْمَخْلُوقَات مُقَارنًا للرؤية فَأَما التنعم بِنَفس الرُّؤْيَة فَأنكرهُ وَجعل

1 / 78