93

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Penerbit

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genre-genre

قال الشيخ ابن سعدي (١): «أي يختار ويجتبي من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا يكونون أزكى ذلك النوع، وأجمعه لصفات المجد، وأحقه بالاصطفاء، فالرسل لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق».
كما يجعل أفعالهم مكملة لرسالته، ويأمر الناس بالاقتداء بهم.
قال تعالى: ﴿لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ ..﴾ الآية. [الأحزاب: ٢١]
وقال تعالى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ..﴾ الآية. [الأنعام: ٩٠]
فأفعال الأنبياء جزء من الوحي ... فهي مكملة له. (٢)
واختيار الأنبياء دعاة، والأمر بالاقتداء بهم، ذلك لما لشخصية الداعية وصفاته وأسلوبه من أثر بالغ في المدعوين، فكثيرًا ما يتأثر المدعوون تأثرًا ملحوظًا، بشخصية الداعية، وأسلوبه، وأخلاقه ومعاملته، أكثر من تأثرهم بما لديه من طرح وموضوع، وما عنده من علم ومادة.
ويدفعهم هذا التأثر في كثير من الأوقات إلى التسليم لأفكاره، والاستجابة لدعوته، دون معارضة، ولا تقديم بين يديه.
ولذلك كلما اتصف الداعية بالأوصاف الحميدة، كان أثره في الدعوة أكبر، واستجابة الناس له أكثر.
لهذا وجب على الداعية أن يتحلى بصفات مخصوصة، ويتجمل بميزات محمودة، وأن يلتزم بأخلاق معينة، وبتصرفات مشكورة، لكي

(١) في تفسيره: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، سورة الحج، آية: (٧٥).
(٢) ثمة تفصيل في أفعال الأنبياء مسطور في كتب أهل العلم، ليس هاهنا محله.
والمقصود هاهنا؛ تعظيم أفعال الأنبياء في وجه الحملة الشرسة لفصل الأنبياء وأفعالهم، بل وأقوالهم عن الكتب المنزلة، وبخاصة القرآن الكريم العظيم.

1 / 95