Pandangan yang Tepat dalam Manfaat yang Berguna
الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة
Genre-genre
فإذا كان الفاسق يخزى بإدخاله النار، وقد أخبر الله تعالى أن المؤمن لا يخزى، أنتج ذلك أن الفاسق ليس بمؤمن، وهذا واضح جلي؛ لأن الله تعالى وعد المؤمنين وعدا مطلقا بالجنة والأجر العظيم، كما قال تعالى: {وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما }[النساء: 146]، وقال تعالى: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا }[الأحزاب: 47]وقال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62]والفاسق يخاف ويحزن، وقال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما ، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما} [الأحزاب:43،44] إلى غير ذلك من الآيات، ولم يرد في الفسقة إلا الوعيد بالخزي والبوار والخلود في النار، نعوذ بالله منها، وما أحسن ما قاله الهادي عليه السلام بعد أن ذكر جملة من الآيات الدالة على مذهب أئمة العترة في حقيقة الإيمان شرعا، ولفظه: فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن اسم الإيمان فاضل شريف حسن، وأن من سماه الله مؤمنا مسلما فقد مدحه الله مدحا شريفا، وأثنى عليه ثناء جميلا وسماه بالفاضل من الأسماء التي جعلها الله أسماء لدينه، وصفاتا لأوليائه، وأن من استحق هذا الاسم عند الله فهو ولي الله من أهل الجنة، وأن هذه الأسماء الحسنة الشريفة لا يستحقها الفجرة الفسقة العتاة الظلمة أصحاب الزنى، وشرب الخمور وشهادات الزور، وقذف المحصنات، وترك الصلوات، وقطع الطرق على الحجاج، وهدم المساجد، وتحريق المصاحف، وهدم الكعبة، وانتهاك حرم المسلمين، وفعل قوم لوط ونحو ذلك من الأفعال الشنيعة القبيحة الفضيعة.
قلت: ونزيدك هنا بيانا وتأكيدا بإقامة الدليل على اعتبار أركان الإيمان الثلاثة مفصلة، فنقول: الدليل على أن الاعتقاد بالقلب ركن من أركان الإيمان، قوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } [النحل: 106]وقوله تعالى: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } [آل عمران: 167]وقوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }[الحجرات:14]، وعلى القول باللسان قوله تعالى: {قولوا آمنا بالله... } [البقرة: 136]الآية وقوله تعالى: {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول } وعلى القيد الثالث وهو العمل بالجوارح والأركان، قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [البينة: 5]والدين عند الله الإسلام، والإسلام: هو الإيمان؛ لقوله تعالى:{فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ، فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}[الذاريات: 35-36]، وهم أهل بيت واحد، وقال تعالى: {لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان } [الحجرات: 18]فسمى الإسلام: إيمانا.
قال الهادي عليه السلام: فلما سمى الله عز وجل الصلاة والزكاة الدين، وسمى الدين إسلاما وسمى الإسلام إيمانا، علمنا أن الصلاة والزكاة من الإيمان والإسلام والدين.
Halaman 4