Anwar Yaqin dalam Kepemimpinan Amirul Mukminin
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genre-genre
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما آخا بين أصحابه بأمر الله تعالى اختار عليا عليه السلام، أخا له دونهم، وكان ذلك بحكم الله تعالى مع ذلك، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم ربا عليا، وكفله، وذلك أنه اتفق بمكة مجاعة، وضعف حال أبي طالب، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج بخديجة مع غناها فقال لعميه الحمزة، والعباس قوما بنا ندخل إلى أبي طالب، فقد ضعفت حالته، حتى نخفف من عياله، فدخلوا عليه، وخاطبوه بذلك.
فقال: إذا تركتم لي عقيلا، فافعلوا ما شئتم فخلوا معه عقيلا؛ فبقى معه إلى أن مات أبو طالب، ثم بقى وحده إلى يوم بدر، ثم أسره [ 43-ج]النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وخلى عنه، وكان يقول –صلى الله عليه وآله وسلم- بعد كونه معه: ((إني أحبك حبين حب لك، وحب لحب أبي طالب لك)).
وأخذ حمزة جعفرا فلم يزل عنده إلى أن قتل حمزة بأحد، وأخذ العباس طالبا، وكان معه يوم بدر، ثم فقد، فلم يوقف له على خبر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا، وله ست سنين كسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أخذه أبو طالب فرباه المصطفى وخديجة الكبرى، إلى أن جاء الإسلام، وتربيتهما له نهاية الشرف في هذا الباب فما ظنك بمن رباه سيد الأولين والآخرين، وخديجة سيدة نساء العالمين التي بشرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأمر جبريل عن الله تعالى بعد أمره له بالسلام عليها عن الله تعالى ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب))، ولم تزل معه عليه السلام إلى أن قبضه الله إليه يكتسب من خلقه وأدبه، وعلمه، وعفته، وحيائه، وكرمه، وفي ذكر الأخوة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام ما رويناه عن قوله خير إخواني علي، وقوله لعلي عليه السلام: أنت أخي في الدنيا والآخرة)).
Halaman 91