191

ومن كتاب: (الحياة) لإسحاق بن أحمد بن عبد الباعث رحمه الله، مارواه عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -في بعض خطبه من قوله: ((يا أيها الناس إن أعلم الناس بالقضاء والسنة بعدي علي بن أبي طالب فأكرموه لكرامتي وأحبوه لحبي فإنه وصيي وقاضي ديني وخير من أترك بعدي في أهلي))؛ وعن بن عباس قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام ينشد كثيرا.

إذا المشكلات تصدين لي

ولست بامعة في الرجال

ولكنني مدرة الأصفرين ... كشفت حقائقها بالنظر

أسائل هذا وذا ما الخبر

أقيس بما قد أتى ما عبر

ألم يكن دون الرجال حجة

وعلمهم في علمه كالمجة

أحاط بالتوراة والإنجيل ... نيره واضحة المحجة

فما تكون مجه في لجه

وبالزبور يا ذوي التفصيل

علما وبالقرآن ذي التنزيل

بل أيهم قال له الحق معه

هل جمع القوم الذي قد جمعه ... في قوله المصدق المقبول

وهو مع الحق الذي قد شرعه

من علمه بخ له ما أوسعه

أما قولنا: أنه عليه السلام حجة وأن أعلمهم في علمه كالمجة: فاعلم أرشدك الله أن العترة مجمعة على أنه عليه السلام كان أعلم الصحابة، وإجماعهم حجة كما تقدم بيانه، ولا أشكال أيضا في كونه أعلم بلا إشكال في أنهم لا يدانوه في ذلك لأنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد، وكان يكتب وحيه ومسائله ويسمع فتاويه، ويسأله ويأخذ عنه.

وروينا عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد رأى عليا مقبلا فقال: ((أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة)).

وروينا من مناقب الفقيه ابن المغازلي ما رفعه إلى أنس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى عليا مقبلا فقال: ((أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة)).

Halaman 195