اططب ذلك النعيم بقليه حجب عن الله عز وجل ، فان نهاية الدار الآخرة أن فيها الاكل والشرب واللباس والنكاح وغير ذلك كعلف الدابة حقيقة ، فليقدر العبد نفسه دابة ، فانه يجد سيده لا ينساه قهو حاصل اله، وطلب الحاصل تضييع للوقت ، إنما الشأن أن يطلب مجالسة ربه وجل في الدنيا والآخرة ، فهذا هو النعيم المطلوب للعارفين فى الدارين فلولا مشاهدته تعالى فى العبادات ما أحبوها ، ولولا مشاهدته في الجنة ما أحبوها ، فهى محبوبة لما فيها من المشاهدة لا لغيرها
ام يكون المريد صادقا؟
وكان يقول : لا يصح لعبد مجالسة الحق جل وعلا فى الدنيا والآخرة اوهو يميل إلى شىء من الكونين ، فإنه لا يجالس الله إلا عبد الله ، وأما اغيره فهو مجالس لما آحب من الاكوان لا يرق عن ذلك .
وكان يقول : حيث أطلقنا نعم الدنيا فالمراد بها المال ، والطعام اوالكلام ، والمنام . فالمال يطغى ، والطعام يقسى ، والكلام يلهى والمنام ينسى .
وكان يقول : أبق لك أيها المريد شيئا من الدنيا يكفيك عن سؤال الناس ، وعن أكل الصدقات ، ولا تسرف فى ترك الدنيا بالكلية قربما تقتشاك ظلتها وتنحل أعضاؤك لها قهرا فترجع لمعانقتها بعد الخروج منها إما بالهمة ، أو بالفكرة ، أو بالإرادة ، أو بالحركة.
Halaman tidak diketahui