Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genre-genre
فإن هذا كما قاله الشيخ عبد الغني في «شرح الديوان الفارضي» هو الطينة المحمدية وظاهرا من قبضة قبضها الحق تعالى أي قبضها عزرائيل (عليه السلام) بأمره من جميع أجزاء الأرض من جميع أي ما قدر الله أن يسكنه بنو آدم منها وخمرت فيها أي في الأرض وألقيت حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية فحملت إلى الجنة وعجنت بمائها ليطيب عنصره ويحسن خلقه ويطبع على طباع أهلها وصورت جعلت درته (عليه السلام) بالدال المهملة وإن شئت قلت جوهرته وما معها في طينة من الذرات الكريمة التي هي ذوات إخوانه من النبيين والمرسلين وعترته الطاهرين وأقطاب أمته العارفين في موضع الصلب من ذاته الحمئية وكذا جعل فيه بقية الذرات التي كل ذرة فيها مادة صورة من بني آدم لكن من طينة آدم أهل السعادة منهم في ناحية اليمين وأهل الشقاوة في ناحية اليسار ولما تم خلقه ونفخت فيه الروح وذلك في الجنة وأقام فيها ما شاء الله أن يقيم وأهبط إلى الأرض أراد الحق تعالى أن يستخرج ذريته منه ليختبر حالهم ويرى الذي بالدعوة إليه قر وثبت لهم على ما يفيده أكثر الأحاديث من أن أخذ الميثاق من بني آدم كان بعد خلقه ونفخ الروح فيه، وقيل:
كان قبل النفخ ورد ذلك في بعض الأحاديث كما يأتي فأهبط بقدرته الأرواح كلها من أماكنها على تلك الذرات على وفق علمه وحكمته حتى حييت ثم كلمهم وذلك بعد أن مسحهم من ظهر آدم بيمينه ونثرهم بين يديه كالذر وذلك في يوم عرفة بين مكة والطائف بموضع يقال له نعمان بالفتح، وهو واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات يسمى نعمان الأراك، وقيل: كان أخذ الميثاق بدهناء من أرض الهند في موضع هبوطه، وقيل: كان في السماء قبل هبوطه، وقال المحققون بتعدد المواثيق والعهود، وبذلك تجتمع الأخبار قائلا في خطابه لهم: ألست بربكم؟ فكانت درته أول من قال بلى. إرشادا لهم إلى الإجابة بمثل ذلك على وفق التعليم السابق منه لهم هنالك، فمنهم من أجاب محبة وطوعا، ومنهم مخافة وكرها، ثم حل سبحانه عقال الأرواح، فطارت إلى مكامنها في الملكوت إلى وقت اتصالها بالأجنة في الأرحام، وردت الذرات إلى محلها من صلب آدم (عليه السلام) فكان (صلى الله عليه وسلم) نبيا ورسولا بالفعل عالما بنبوته ورسالته في عالمي الحقائق والأرواح كما مر ثم في عالم الأجسام والذر واتصلت نبوته بجميع الخلائق من غير انقطاع إلى زمن وجود جسده المكرم فبعث بجسده في عالم الأجساد إلى كل أحمر وأسود وكل عين مخلوقة،
Halaman 166