وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله خبرني بما رأيت في الجنة ليلة أسري بك؟ فقال: يا ابن الخطاب، لو لبست فيكم ما لبس نوح في قومه ألف سنة أحدثكم كما رأيت في الجنة لما فرغت منه ...» الحديث ذكره السيوطي في الجامع في مسند علي.
وهو يدل على أن ما حدث به النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الجنة والنار، والعالم العلوي والسفلي، شيء يسير جدا، بل أقل من القليل بالنسبة لما يعلمه، وأطلع عليه من أحوال ذلك.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن أنس قال: «صلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة صلاة فمد يده ثم أخرجها فسألناه عن ذلك؟ فقال: إنه عرضت علي الجنة، فرأيت فيها أغصان دالية، قطوفها دانية، فأردت أن أتناول منها شيئا، وعرضت على النار فيما بينكم وبيني حتى رأيت ظلي وظلكم فيها (1)».
وأخرج أيضا عن ابن مسعود رفعه: «إنه عرضت علي الجنة، فرأيت فيها دالية قطوفها دانية، فأردت أن أتناول منها شيئا، فأوحي إلي أن استأخر، فاستأخرت، وعرضت علي النار فيما بينكم وبيني حتى رأيت ظلي وظلكم فيها، فأومأت إليكم أن استأخروا، فأوحي إلي أن أقرهم ... الحديث».
وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينا نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فتقدمنا معه، ثم تناول شيئا ليأخذه، ثم تأخر فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب: يا رسول الله، صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه؟ قال:
إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به، فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه ما بين السماء والأرض لا ينقص منه».
ذكره ابن كثير في تفسيره.
وأورده في الجمع من عند أحمد، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، والشاشي، والضياء عن
Halaman 126