ووقع للشيخ أبي الغيث بن جميل اليمني أنه كان له تلميذ بالعجم فهم بالزنا بامرأة فضربه الشيخ بقبقابه مع زجر وغضب بحضرة الفقراء، فلم يدروا ما الخبر، حتى قدم الشخص العجمي بقبقاب الشيخ بعد شهر تائبا.
أمدنا الله تعالى بمدد أوليائه، ومن علينا بسلوك سبيل أصفيائه آمين.
وقد حكى بقى بن مخلد عن عائشة أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يبصر ويرى في الظلمة، كما يبصر ويرى في الضوء، وهذا أخرجه عنها البيهقي، وابن عدي، وابن عساكر، وإسناده ضعيف.
وأخرج البيهقي أيضا في الدلائل عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء، وهو أيضا ضعيف ضعفه غير واحد، لكنه حسن بشواهده، وما اشتهر من خبر لا أعلم ما وراء جداري.
قال الحافظ ابن حجر فيما نقله عنه في فيض القدير في الكلام على حديث: «أتموا الصفوف» لا أصل له.
قال في الفيض ويعرض وروده: فالمراد به أنه لا يعلم الغيب إلا باطلاعه تعالى. انتهى وراجع ما تقدم في هذا الخبر، والله الهادي والمرشد بمنه (1).
وأخرج أحمد والشيخان والترمذي وقال: حسن صحيح، والنسائي، وأبو عوانة، وابن حبان في صحيحه عن جابر مرفوعا قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
«لما كذبني قريش قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» (2).
وفي هذا انكشاف الأشياء له (صلى الله عليه وسلم) عند التوجه والالتفات إليها بحقائقها وأحوالها ومتعلقاتها، ونظره بعين البصر والبصيرة إليها بحيث لا يغيب عن نظره شيء منها، وهذا واقع لغيره من أولياء الله تعالى، فكيف به (صلى الله عليه وسلم) الذي كل نوال من نواله، وكل خير وفضل
Halaman 110