187

Anwar Nabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Genre-genre

معجزات وفضائل، ولم يجمع ذلك لغيره، بل اختص كل بنوع، وأوتي انشقاق القمر (1) وتسليم الحجر (2) وحنين الجذع (3) ونبع الماء من بين أصابعه (4)، ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك، ذكره ابن عبد السلام.

وقال بعضهم: خص تعالى بعضا بالمعجزات في الأفعال كموسى، وبعضا بالصفات كعيسى، ونبينا بالمجموع ليميزه، وبأنه آخرهم بعثا فلا نبي بعده، وشرعه مؤبد إلى يوم القيامة لا ينسخ، وناسخ لجميع الشرائع قبله، ولو أدركه الأنبياء لوجب عليهم اتباعه، وفي كتابه وشرعه الناسخ والمنسوخ، وبعموم الدعوة للناس كافة، وأنه أكثر الأنبياء تابعا (5).

وقال الحرالي: فهو خاتم ما مضى، وخاتم ما هو كائن، وخاتم ما يكون أمدا وأبدا، وكما هو خاتم الله في ذاته وخاتم كل رتبة كذلك ما اشتمل عليه إحاطة ذاته خاتم ذلك المعنى،؛ فقلبه خاتم القلوب، ونفسه خاتم الأنفس، وجسمه الطاهر خاتم الأبدان، ولذلك بدأ ظهور الختم بين كتفيه إشعارا بما أودعه الله في كلية إحاطة أمره في حكمته وعلمه وكتابه ومعرفته ومناجاته ورؤيته وشهوده ووجوده إلى سره الذي لا يقال، فهو وما نسب إليه ورجع إليه بوجه ما خاتم، حتى أن ذلك شائع في الآية، ومراكبه حتى فرسه المختص به هو خاتم موجود صنف الخيل، وكذلك بغلته وسيفه وقوسه وقضيبه وهراوته وكل شيء من أدواته، ولذلك كان (صلى الله عليه وسلم) لا يستعمل شيئا إلا سماه، فأظهر بذلك سموه على ما سواه، يسمي كل شيء حتى قدحه وفراشه ولحاف منامه إظهارا لسموه على ما سواه من جنسه، فكل ما له ومنه خاتم لما دونه بجميع غيبه وشهادته، وهو ذو بداية كونه.

Halaman 254