Anwar Nabi
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genre-genre
والوسط: ما بين طرفي الشيء المالئ لكليته، وكانوا وسطا بما شهدوا من أمر الله مما بين الأزل والأبد، فكانوا بذلك شهداء على خلق الله، وكان هو (صلى الله عليه وسلم) شهيدا على هؤلاء الشهداء كما كان نبيا للأنبياء؛ ليكون في الرتبة الثالثة علوا من كل بداية، فيكون له أحمدية الحمد الذي هو علي على المدح.
قال تعالى: لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143].
ومن الناس من لم يستخلصه الإيمان بالكلية، وبقي له توقين إلى عاجلة الدنيا حب شرفها وحب مالها كما هو حال الملوك وأتباعهم ورؤساء القبائل وأتباعهم، الذين حظهم منه التذكرة لأجل ذلك الحب للعاجلة كما قال تعالى: أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا [يونس: 2].
فأمته الحمادون لله على كل حال، الذين لا يلعنون شيئا ولا يبرءون من خلق، بما شهدوا من حمد ربهم هم الشهداء كما قال (صلى الله عليه وسلم): «اللعانون لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة (1)».
فالانتهاء في الافتراق إلى اللعن جرحة هذه الشهادة المحمدية؛ لأنهم منه بما قيل له هو (صلى الله عليه وسلم): «إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا (2)».
ولذلك يقول ناطق العلم: إنه لا ينبغي لأهل النقل والرواية أن يقولوا: لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذا في نقلهم بعد هذا التقرير، ولكن يكون لفظ النقل أن يقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لعن رسول الله كذا، ليقع الفرق بين أن يكون في اللعنة ناقلا أو منشئا؛ لأن الله عز وجل أسند اللعن في كتابه لما صرح به في قوله:
أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [البقرة: 161] فكالذين انتظم في أنهم يلعنون، هم الذين يشهد عليهم، وهم الناس لا الذين يشهدون
Halaman 181