وسنبين ذلك فيما نستأنف بيانا أ أكثر إذا نحن تكلمنا على المحال. وأما الآن، فليكن ذلك بينا أنه فى أشياء واحدة ينبغى أن ينظر القائس جزما والقائس برفع الكلام إلى المحال. وأما فى سائر المقاييس الشرطية مثل التى تكون بتحويل القول أو بكيفية، فإن النظر ليس يكون فى المقدمات الشرطية منها، ولكن فى القول المحول. والنظر فى ذلك يكون على نحو ما يكون فى المقاييس الجزمية. وينبغى أن نتفقد ونقسم على كم ضرب تكون المقاييس الشرطية. فعلى هذا النحو يتبين كل مطلوب. ومن المطلوبات ما يتبين على نحو آخر مثل ما تتبين الأشياء الكلية بشرط من النظر فى الأشياء الجزئية، لأنه إن كانت ح و ى شيئا واحدا، وكانت ھ موجودة فى ى فقط، فإن ا موجودة فى كل ھ. وأيضا إن كانت د وى شيئا واحدا وكانت ھ مقولة على ى فقط، فإن ا غير مقولة على شىء من ھ. فهو بين أنه على هذه الجهة ينبغى أن ننظر. وعلى هذا النحو يكون النظر فى الأشياء الاضطرارية والممكنة، لأن النظر فى قياس المطلوب المطلق أو المطلوب الممكن واحد وبحدود واحدة فى الترتيب يكون. وينبغى أن يؤخذ فى الأشياء الممكنة ما ليس بموجود ولكنه يمكن أن يوجد، لأنه قد تبين أن بهذه يكون قياس الممكن. وكذلك فى سائر الصفات.
فهو بين مما قيل أنه ليس فقط بهذه السبيل يمكن أن تكون كل المقاييس، لكن ومحال أن تكون بغيرها، لأنه قد تبين أن كل قياس إنما يكون بواحد من الأشكال التى ذكرت فيما تقدم. وهذه الأشكال محال أن تكون إلا من الأشياء اللاحقة أو من الملحوقة، لأن من هذه تكون المقدمات واكتساب الحد الأوسط. فإذن ليس يمكن أن يكون قياس بأشياء أخر.
Halaman 198