279

Ansab Al-Asraf

أنساب الأشراف

Editor

سهيل زكار ورياض الزركلي

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Lokasi Penerbit

بيروت

عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
- أي عن بني أبيرق أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا؟ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا. (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ، وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [١] وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
- قولهم للبيد بن سهل- (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ،
يعني بشيرا وأصحابه. قَالَ: فلما نزل القرآن، اشتد بنو ظفر عَلَى بني أبيرق حتَّى أخرجوا السلاح. فأتى بِهِ رَسُول اللَّه ﷺ، فردّه إلى رفاعة. قَالَ قَتَادَة: فأتيت عمي بالسلاح، وكنتُ أرى أن إسلامه مدخول. فَقَالَ: يا ابْن أخي، هُوَ فِي سبيل اللَّه. فعرفتُ أن إسلامه صحيح. قَالَ: ولحق بشر بْن أبيرق- وهو يصغر فيقال: بُشَيّر- بالمشركين. فنزل بمكة عَلَى سلافة بِنْت سعد بْن شهيد، أخت عمير بْن سعد ابن شهيد، وهو من بني عَمْرو بْن عوف، من [٢] الأوس، وكانت سلافة تحت طلحة بْن أَبِي طلحة العبدري. فأنزل اللَّه ﵎: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ.
وَساءَتْ مَصِيرًا. إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا) [٣] . ولما نزل بشر عَلَى سلافة، كَانَ يقع/ ١٣٢/ فِي أصحاب رسول الله ﷺ ويقول فِي رَسُول اللَّه، فهجاه حسان بْن ثابت، ورمى سلافة بِهِ. فأخذت رحله، فوضعته عَلَى رأسها، ثُمَّ خرجت فرمت بِهِ فِي الأبطح، وقالت: «أهديتَ إليَّ شعر حسان. ما كنتَ لتأتيني بخير» . قَالَ حسان [٤]:
وما سارق الدرعين إن كنت ذاكرًا ... بذي كرم عند الرجال أوادعه
لقد أنزلته بنتُ سعد فأصبحت ... ينازعها جلد استه وتنازعه

[١] سقطت الآية في الأصل سهوا من الناسخ.
[٢] خ: بن.
[٣] القرآن، النساء (٤/ ١١٥- ١١٦) .
[٤] ديوان حسان (وليس فيه البيت السادس)، ق ٣٧ ب ١، ٢، ٣، ٤، ٥- ٦، السهيلي ٢/ ٢٩، مع اختلافات.

1 / 280