265

Ansab Al-Asraf

أنساب الأشراف

Editor

سهيل زكار ورياض الزركلي

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Lokasi Penerbit

بيروت

[إسلام عبد الله بن سلام]
٦١٨- قَالُوا: وكان عَبْد اللَّه بْن سلام يَقُولُ: كنتُ تعلمت التوراة من أَبِي، وعرفتُ تأويلها. فوقصنى آية [١] ذات يَوْم عَلَى صفة النَّبِيّ ﷺ وعلاماته وأمره، وقَالَ: إن كَانَ من ولد هارون اتبعته وإلا فلا. ومات قبل قدوم النَّبِيّ ﷺ المدينة. قَالَ: فلما قدم رَسُول اللَّه ﷺ، كنتُ فِي عذق لي أهيئ رطبًا. فسمعتُ صائحًا من بني النضير يَقُولُ:
قَدْ قدم صاحب العرب اليوم. فأخذني أفكل [٢]، وكبرت تكبيرة عالية.
وعمتي تجنى، وهي عجوز، فقالت: أي خبيث، والله لو كَانَ مُوسَى القادم، ما زدتَ عَلَى ما صنعتَ. فقلتُ: إنه أخو مُوسَى ونبي مثله. ثُمَّ نزلتُ، فأتيتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ فرأيتُ صفته، فعرفتها. وحدّثته حديث أَبِي، وأسلمتُ. فيقال إن قول اللَّه ﷿ (شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [٣] نزل فِي عبد اللَّه بْن سلام. ثُمَّ أسلمت عمته، وأسلم مخيريق اليهودي.
[الرسول ص في المدينة]
٦١٩- قالوا: وركب رسول الله ناقته القصواء [٤]، والناس معه عن يمينه وشماله.
فجعل لا يمرّ بقوم من الأنصار إلّا قالوا: هلم هلمّ يا رَسُول اللَّه فِي القوة والمنعة والثروة. [فيقول لهم خيرًا، ويقول: إنها مأمورة، خلوا سبيلها.] وَقَدْ أرخى رسولُ اللَّه ﷺ زمامها. فبركت عند مَسْجِد رَسُول اللَّهِ ﷺ، وكان مرَبدا ليتيمين فِي حجر أسعد بْن زرارة، فِيهِ جدار كَانَ أسعد بناه تجاه بيت المقدس فكان يصلي إِلَيْه من أسلم قبل قدوم مصعب بْن عمير.
ثُمَّ صلى بهم إِلَيْه مصعب. وَيُقَالُ إنّ أسعد كَانَ يصلي بهم قبل قدوم مصعب وبعده إلى قدوم المهاجرين، لأن مصعبًا لم يزد عَلَى تعليمهم القرآن. والله أعلم.
قَالُوا: فلما بركت الناقة فضربت بجرانها/ ١٢٥/ واطمأنت، نَزَلَ رَسُولُ اللَّه ﷺ. فجاء أَبُو أيوب، وامرأته أم أيوب، والناس يكلمون رَسُولُ اللَّه ﷺ فِي النزول عليهم، فحطا رحله وأدخلاه منزلهما.
فلما رآهما قَدْ فعلا ذَلِكَ، [قَالَ: المرء مَعَ رحله.] وأخذ أَبُو أمامة أسعد بن زرارة

[١] خ: نة (لعله «آية» كما أثبتناه) .
[٢] أى الرعدة.
[٣] القرآن، الأحقاف، (٤٦/ ١٠) .
[٤] خ: القصوى.

1 / 266