343

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Penerbit

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Edisi

الأولى،١٤١٣ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

الرياض

عذبة فجرها الله تعالى فسقى ناس زروعهم ومواشيهم منها فأفلحوا، وفرط ناس في السقى منها فضيعوا، فالعين في نفسها نعمة من الله تعالى للفريقين ورحمة، وإن قصر البعض وفرطوا، الثالث: أن المراد بالرحمة الرحيم وهو ﷺ كان رحيمًا للفريقين ألا ترى أنهم لما شجوه يوم أحد وكسروا رباعيته حتى خر مغشيًا عليه فلما أفاق قال: اللهم أهد قومى فانهم لا يعلمون؟
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ) مع اخباره تعالى إياهم بقرب الساعة بقوله تعالى: (أتى أمر الله) وقوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) ونحوهما؟
قلنا: معناه ما أدرى أن العذاب الذي توعدونه وتهتدون به ينزل بكم عاجلا أو آجلًا، وليس المراد به قيام الساعة، ويرد على هذا الجواب أنه قريب على كل تقدير، لأنه إن كان قبل قيام الساعة فظاهر، وإن كان بعد قيام الساعة فهو كالمتصل بها لسرعة زمن الحساب فيكون قريبًا أيضًا.
* * *
فإن قيل: إذا كان المؤمنون يعتقدون أن الله تعالى لا يحكم إلا بالحق فما فائدة الأمر أو الإخبار المتعلق بقوله تعالى: (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ)؟

1 / 342