265

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Penerbit

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Nombor Edisi

الأولى،١٤١٣ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

الرياض

الدين ليس مبينًا في القرآن نصًا بل بعضه مبين نصًا وبعضه مستنبط بيانه منه بالنطر والاستدلال، وطرق النظر والاستدلال مختلفة فلذلك وقع الخلاف.
* * *
فإن قيل: كثير من أحكام الشريعة لم تعلم من القرآن نصًا ولا استنباطًا، كعدد ركعات الصلوات ومقادير ديات الأعضاء، ومدة السفر والمسح، والحيض، ومقدار حد الشرب، ونصاب الزكاة، والسرقة، وما أشبه ذلك مما يطول ذكره؟
قلنا: القرآن تبيانًا لكل شيء من أمور الدين، لأنه نص على بعضها، وأحال على السنة في بعضها بقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) وأحال على الإجماع أيضًا بقوله: (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ... الآية) وأحال على القياس أيضًا بقوله: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) والاعتبار والنظر والاستدلال فهذه أربعة طرق لا يخرج شيء من أحكام الشريعة عنها، وكلها مذكورة في القرآن فصح كونه تبيانًا لكل شيء.
* * *
فإن قيل: كيف وحدت القدم ونكرت في قوله تعالى: (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا) ولم يقل القدم أو الاقدام وهو اشد مناسبة لجمع

1 / 264