231

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Editor

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Penerbit

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Nombor Edisi

الأولى،١٤١٣ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

الرياض

قلنا: هو كلام جرى مجرى التعجب من قولهم، لأن الأيات الباهرة المتكاثرة التى أوتيها رسول الله لم يؤتها نبى من قبله، وكفى بالقرآن وحده آية، وراء كل آية، فإذا جحدوا آياته ولم يعتدوا بها وجعلوه كأن آية لم تنزل عليه قط كان موضعا للتعجب، فكأنه قيل لهم: ما أعظم عنادكم وما أشد تصميمكم على كفركم.
* * *
فإن قيل: كيف المطابقة بين قوله تعالى: (مَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) وقوله تعالى: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ) ؟
قلنا: فيه محذوف تقديره: أفمن هو رقيب على كل نفس صالحة وطالحة يعلم ما كسبت من خير وشر، ويعد لكل جزاء كمن ليس كذلك، وهو الضم ثم ابتدأ فقال "وجعلوا لله شركاء " أو تقديره أفمن هو بهذه الصفة لم يوحدوه وجعلوا لله شركاء، أو تقديره: أفمن هو بهذه الصفة يغفل عن أهل مكة وأقوالهم وأفعالهم وجعلوا لله شركاء.
* * *
فإن قيل: كيف أتصل قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ) بما قبله وهو قوله تعالى: (وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ)؟
قلنا: هو جواب للمنكرين معناه قل أنما أمرت فيما أنزل إلى بأن

1 / 230