83

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

قال الذهبي : فتأمل هذه الكلمة الجامعة ، وهي قوله :"الدين النصيحة"(1) . فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامة كان ناقص الدين . وأنت لو دعيت يا ناقص الدين لغضبت. فقل لي متى نصحت لهؤلاء ؟ كلا والله ، بل ليتك سكت ولا تنطق أو لا تحسن لإمامك الباطل ، وتجرؤه على الظلم وتغشه . فمن أجل ذلك سقطت من عينيه ومن أعين المؤمنين . فبالله قل لي متى يفلح من كان يسره ما يضره ؟ ومتى يفلح من لم يراقب مولاه ؟ ومتى يفلح من دنا رحيله وانقرض جيله وساء فعله وقيله ؟ فما شاء الله كان . وما نرجو صلاح أهل الزمان ، لكن لا ندع الدعاء لعل الله يلطف وأن يصلحنا. آمين (11/500).

إن الدين يسر :

* دخل أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - في صلاة العصر فانفلت فرسه فاتبعها في القبلة حتى أدركها ، فأخذ بالمقود ثم صلى ، فغمزه رجل من الخوارج ، فلما فرغ من صلاته قال : ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله ^ غير هذا. إني شيخ كبير ، ومنزلي متراخ ، ولو أقبلت على صلاتي وتركت فرسي ثم ذهبت أطلبها لم آت أهلي إلا في جنح الليل. لقد صحبت رسول الله ^ فرأيت من يسره (3/41-42) .

* وقال أبو العالية : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله ^ فعلمونا أن نختم كل جمعة فصلينا ونمنا ولم يشق علينا (4/209) .

* وقال عبد الرحمن بن المسور: خرجت مع أبي، وسعد، وعبد الرحمن بن الأسود ابن عبد يغوث عام أذرح، فوقع الوجع بالشام، فأقمنا بسرغ خمسين ليلة، ودخل علينا رمضان، فصام المسور وعبد الرحمن، وأفطر سعد وأبى أن يصوم، فقلت له: يا أبا إسحاق! أنت صاحب رسول الله ^، وشهدت بدرا، وأنت تفطر وهما صائمان؟ قال: أنا أفقه منهما (1/95).

لا حسد إلا في اثنتين :

Halaman 83