* ولما حكى الذهبي قول قطبة : تركت حديث الفضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفان . قال : فلا نسمع قول قطبة ، ليته اشتغل بحاله فقد قال البخاري : فيه نظر ، وقال النسائي وغيره : ضعيف . ثم ذكر الذهبي ما كان عليه الفضيل من السنة والاتباع وحب الصحابة. ثم عقب بقوله :
...إذا كان مثل كبراء السابقين الأولين قد تكلم فيهم الروافض والخوارج ، ومثل الفضيل يتكلم فيه ، فمن الذي يسلم من ألسنة الناس ؟ لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله لم يضره ما قيل فيه ، وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع (8/448).
فائدة لا فائدة فيها :
قال الذهبي : فائدة لا فائدة فيها ، نحكيها لنليشها:
...قال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول : إسحاق تغير قبل موته بخمسة أشهر. وسمعت منه في تلك الأيام فرميت به.
...فهذه حكاية منكرة. وفي الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالبا ويمرض فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة ويموت إلى رحمة الله على تغيره ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه ويتلاشى علمه. فإذا قضى زال بالموت حفظه ، فكان ما ذا ؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط ؟! كلا والله ، ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه (11/378).
وقال في ترجمة عفان بعد أن ذكر أنه في مرض موته يكون ساعة خرفا وساعة عقلا :
...كل تغير يوجد في مرض الموت فليس بقادح في الثقة، فإن غالب الناس يعتريهم في مرض الموت الحاد نحو ذلك، ويتم لهم وقت السياق وقبله أشد من ذلك . وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه فيخالف فيه (10/254)....
...والضابط في المسألة هو ما ذكره في ترجمة عارم وأن أبا داود لم يأخذ عنه لتغيره.
Halaman 69