بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الخامس الهجري، ودامت قرنين من الزمان، أنهكت جميع قوى الإسلام السياسية، وصيرت البلاد الإسلامية ممالك صغيرة تحت أمراء ضعفاء حتى استعان بعضهم بأعداء الإسلام من الصليبيين والتتار، ناهيك عن الخيانات التي قام بها الفاطميون بانحيازهم للصليبيين.(1)
ثانيا: سقوط الخلافة العباسية على يد التتار عام 656ه .
لقد تم إنهاء الخلافة وسقطت بغداد على يد هولاكو خان بالتآمر مع ابن العلقمي الرافضي الذي خان المعتصم بالله وطمع التتار في الاستيلاء على العراق انتقاما من أهل السنة والجماعة، وقتل ببغداد يومئذ أكثر من ألف ألف، حتى جرت السيول من الدماء.(2)
...ثم تشوف هولاكو إلى الشام ومصر، وتمت سيطرته عليها ثم على حلب ودمشق، وملك العراقين وخراسان. حينئذ دخل العالم الإسلامي في حالة من الفوضى التي يرثى لها.(3)
المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية .
لا شك أن الحوادث التي تقدم ذكرها قد تركت آثارا ظاهرة على حياة الأمة الإسلامية، وخلف دخول التتار على البلاد الإسلامية من التقاليد والعادات ما جعل من المجتمع الإسلامي مجتمعا منحلا انتشرت فيه المعاصي والمنكرات من البغاء والرشوة والحيل في المعاملات وغيرها.
وقد دفع ذلك بالعلماء العاملين والدعاة المخلصين إلى القيام بدور بارز في محاربة تلك الظواهر الاجتماعية الفاسدة عن طريق الوعظ والتدريس والتأليف وسائر وسائل الاصلاح الاجتماعي. ومن هؤلاء العلماء الأفذاذ الإمام شمس الدين الذهبي ورفقاؤه شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728ه) وأبو الحجاج المزي (ت742ه) وعلم الدين البرزالي (ت739ه) وغيرهم من علماء ذلك العصر مثل النووي والعز ابن عبد السلام وابن دقيق العيد وعدد لا يحصى من العلماء كثرة.
المطلب الثالث: الحالة العلمية والفكرية .
Halaman 6