Anis al-Sari: Takhreej Ahadeeth Fath al-Bari

Nabil Al-Bassara d. Unknown

Anis al-Sari: Takhreej Ahadeeth Fath al-Bari

أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري)

Penyiasat

نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة

Penerbit

مؤسَّسَة السَّماحة،مؤسَّسَة الريَّان

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري تحقيق نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة (المجمُوعة الأولى) (أ/ ١) مؤسَّسَة الريَّان مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع

1 / 1

جميع الحقوق محفوظة للمُؤلف لا يسمح بإعَادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه ولا يسمح باقتباس أي جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من المؤلف الطّبعة الأولى ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م مؤسَّسَة السَّماحة للطباعَة وَالنشر والتوزيع مؤسَّسَة الريَّان للطباعة والنَّشر والتَّوزيع بيروت - لبنان - هاتف: ٦٥١٣٢٧ - فاكس: ٦٥٥٣٨٣ - ص ب: ٥١٣٦/ ١٤ رمز بريدى: ١١٠٥٢٠٢٠ - بريد الكتروني: ALRAYAN@cyberia.net.lb

1 / 2

تقديم الحمد لله ربِّ العالمين الذي بعث فينا رسولًا منَّا يزكِّينا ويعلِّمنا الكتاب والحكمة ويهدينا بإذن ربِّه إلى الصراط المستقيم، وصلاةً وسلامًا على نبي الرحمة ورسول المحبة محمَّد ﷺ، صلَّى عليه ربنا ومجد، والآل والصحب جميعًا سرمدًا، وبعد: فقد طلب مني الأخ الشيخ / نبيل يعقوب البصارة -حفظه الله- أن أقوم بتقديم كتابه الموسوم بـ "أنيس الساري في تحقيق وتخريج الأحاديث التي ذكرها للحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري" وأن أعتني بطباعته وإخراجه، فوافقت له على ذلك وأنا رحب الصدر، وقرير العين لتلبية طلبه، وتحقيق رغبته، ولم لا؟ وهذا شرف رفيع لي أن أقومَ على خدمة حديث رسولِ الله ﷺ، ففيه مرجاة الخير ومظنة القبول، ويقين الثواب ووداد النضارة، كما قال ﷺ: "نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها ثم بلَّغها كما سمعها، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع" (١). ولله درُّ ابن حجر لما قال معقِّبًا على خدمة الحديث وشرف صرف الأوقات في الأشغال به: (إنَّ أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام، وأعلى ما خصَّ بمزيد الاهتمام، الاشتغال بالعلوم الشرعية، المتلقاة عن خير البرية، وهذه لا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى، وسنَّة نبيِّه المصطفى، وأن باقي العلوم إما آلات لفهمها وهي الضالة المطلوبة، أو أجنبية عنها وهي الضارة المغلوبة). وهذا إمام أهل السنة في عصره أحمد بن حنبل يصدح بأبيات حسناوات يمتدح بها الحديث وأهله، وينوِّه بفضله ومكانته فيقول: دين النبي محمَّد آثار ... خير المطية للفتى أخبار لا ترغبنَّ عن الحديثِ وآلِهِ ... فالعلمُ ليل والحديث نهارُ

1 / 3

وليعد الراغب في الاستزادة من بيان "فضل العلم" إلى مقدمات دواوين السنة وتراجم جهابذة الحديث لينظر طرفًا من فضل الحديث وفضل طلبه وتعليمه، وخاصة ما ذكره الخطيب البغدادي في كتابه "شرف علوم الحديث". كما وأنه مما حثَّني على الانتهاض لتلك المهمة هو معرفتي بالأخ الفاضل الشيخ/ نبيل بن يعقوب البصارة - على مدى معايشتي له قرابة ثلاثين عامًا، عرفتُه فيها باحثًا جادًا عازفًا عن زخارف الدنيا، غير ملتفتٍ إلى بهرج، ولا عرض عاجل، بل طالبًا للعلم عاكفًا على مدارسة السنَّة وعلومها، متأبِّطًا لدواوينها، متتبِّعًا لمياسم أهلها، زاده الله فضلًا وعلمًا وخلقًا. ولخدمة كتاب "أنيس الساري" عمدتُ إلى: ١ - العمل على إخراج الكتاب في أحسن صورة، وأبهى حلَّة، خاليًا من الأخطاء، ويأتي هذا من خلال تفريغي لموظف خلال عامين كاملين، يقوم على طباعة الكتاب ومراجعته وتصحيحه، واعتماده، وذلك في كل حرف من الشيخ/نبيل يعقوب، ثم قمتُ بدفعه بعدها إلى مطبعة نظنُّ بها الخير في جودتها وإتقانها. ٢ - عزمتُ على تهذيب وترتيب فتح الباري معتمدًا على الطبعة الموجودة في السوق "الطبعة السلفية" من أجل نقل الكتاب من كونه كتابًا لا يقتنيه إلا العلماء، إلى كتاب يستأنس به طلبة العلم وعامة القراء من أبناء الصحوة الإِسلامية، وذكرت الحكم على الأحاديث الواردة في كتاب فتح الباري شرح البخاري والتي وصل إليها الشيخ نبيل في كتابه "أنيس الساري" رغبة في تسهيل التخريج على الباحث العجلان في الوصول إلى درجة حكم الأحاديث الواردة في شرح ابن حجر ﵀. واعتبرتُ هذا العمل تقديمًا للجهد الذي بذله الشيخ نبيل في خدمة فتح الباري، وأسميتُهُ: "فتح الفتوح الدواني في ترتيبات وتهذيبات وتخريجات وفقهيات وتوضيحات فتح الباري"، وقد اختصرتُ الاسم إلى "فتح الفتوح"، هذا وقد كنتُ حريصًا على عدم الإساءة للكتاب في الاختصار المخلّ، فابن حجر ﵀ قد حبَّره تحبيرًا جميلًا، يصعب على أحد أن يختصره، حيث قال: (وقد استخرتُ الله تعالى في أن أضم إليه نبذًا شارحة لفوائده، موضحةً لمقاصده، كاشفةً عن مغزاه في تقييد أوابده واقتناص شوارده، وأقدم بين يدي ذلك كله مقدمة تبين قواعده وتزيِّن فرائده، جامعة وجيزة؛ دون الإسهاب وفوق القصور، سهلة المأخذ، تفتح المستغلق وكذلك الصعاب، وتشرح الصدور) اهـ.

1 / 4

ولذلك اقتصر عملي في التهذيب على محورين: المحور الأول: في الجانب الحديثي والفقهي: قمتُ بـ: أ- حذف الكلام المتعلق بعلوم مصطلح الحديث من تفاصيل في مواضيع الإرسال والتدليس والمضطرب وغيرها من مفردات علوم مصطلح الحديث حيث يمكن الرجوع لها بالتفصيل في كلام الإمام ابن حجر في مؤلفه العظيم في المصطلح (نخبة الفكر). ب- حذف الأقوال المتعلقة بالتعريف برجال الإسناد ومسائل الجرح والتعديل، فهذه قد فصل فيها الشيخ المحقق نبيل يعقوب في كتابه (أنيس الساري) الذي جعلنا حكمه على الحديث في هامش تهذيب الفتح. ج- حذف عمل ابن حجر في وصل المعلقات عند البخاري، وقد اكتفينا بما قمنا به في بيان الموصول والتعليق على المعلقات في الهامش. د- حذف الأقوال في استطرادات ابن حجر في تعدد الروايات واختلافها وبيان علل الحديث والاقتصار على بعض الروايات منها لأنه قد كفانا الشيخ نبيل ذلك في (أنيس الساري). هـ - الاقتصار على بعض أقوال أهل العلم التي يذكرها الحافظ ابن حجر في المسائل المتنوعة الفقهية والحديثية. ملاحظات: ١ - الإبقاء على ترتيب الكتاب الذي وضعه الإمام ابن حجر، في الإبقاء على كل حديث في موضعه، وذلك للمحافظة على النكت الحديثية والمباحث الفقهية المرادة في تقطيع الإمام البخاري للأحاديث ومناسبتها لأبوابها. ٢ - وضع عناوين جانبية للقضايا والمباحث التي أوردها الحافظ ابن حجر أثناء شرحه لسهولة وصول الباحث لمراده من الحديث. ٣ - المحافظة على الاستنباطات الفقهية والقواعد الأصولية عند الحافظ ابن حجر. المحور الثاني: الجانب اللغوي: أ- اختصار أقوال أهل اللغة في ضبط بعض المفردات والتراكيب.

1 / 5

ب- أختصار أقوال أهل اللغة في الإعراب وتوجيهه بما لا يخل بالمعنى العام للحديث. ج- حذف الشواهد التي فيها نوع من الاستطراد. وإكمالًا للفائدة قمتُ بعدة أمور، منها: ١) إحالة المسائل الفقهية التي ذكرها ابن حجر في الفتح إلى أماكنها في كتب المذاهب: وذلك من خلال الرجوع إلى الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت، الطبعة الثانية ١٤٠٨ هـ/ ١٩٨٨م، طبعة دار السلاسل. ٢) الأحاديث المعلقة عند البخاري: لقد كانت خدمتي للأحاديث المعلقة تتبلور في: ذكر الأماكن التي وصلها الإمام البخاري في نفس الصحيح والتي لم يصلها حاولت ذكر مواطن وجودها في صحيح مسلم أو موطأ مالك والأدب المفرد للبخاري، وكذلك في كتب السنن والمسانيد مع ذكر حكم الشيخ الألباني على الحديث إن وُجد ذلك. ٣) المصطلحات الأصولية الموجودة في الفتح: وهذه قد حاولتُ توضيحها في الهامش وترتيبها في عنوان أصولي واحد، مع محاولة ذكر أماكن وجود هذه الأصول في كتب العلماء، وقد توحدت في المجلد الأول والثاني مع الإشارة إلى أماكن تواجدها متفرقة في مجلدات فتح الباري. ٤) الآثار الواردة في الفتح: اجتهدتُ على ذكرِ مواطنها في مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة. ٥) الإحالات: قمنا بتحديد "الموضوع" الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" وذكرنا الكتاب ورقم الباب ورقم الحديث ورقم المجلد والصفحة، وذلك ليسهل الوصول إليه من قبل الباحث. ***

1 / 6

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فإن عمل أخينا الفاضل الشيخ نبيل البصارة - أحسن الله إليه - في استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري" مع ذكر كلامه على تلك الأحاديث، ثم ترتيبها على نَسَق حروف المعجم عملٌ علمي مفيد، طالما أشرتُ به على عدد من طلابي ليكون موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير، أو الدكتوراه، لكنهم استثقلوا هذا العمل واستعظموه، ولم يقدموا عليه. وقد قام به أخبرنا نبيل - أثابه الله - حِسْبةً من دون طلب نيل درجة علمية، أو مكافأة مالية. هذا وإن عمله لم يقتصر على استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر، ونقل كلامه في بعضها، وترتيبها على نسق حروف المعجم، لكنه زاد على ذلك عملا علميا متعبا ومفيدا، وهو أنه عمد إلى الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر، ولم يخرِّجها، أو لم يحكم عليها بالقبول أو الرد - وهي الأكثر - فخرَّجها، وحكم عليها بما يليق بحالها من حيث القبول أو الرد، بطريقة علمية دقيقة ومطولة، وهو عمل علمي كبير تنوء به مجموعة من أهل العلم، فقام به أخبرنا نبيل وحده، ولا يُقدِّر هذا العمل العلمي المتعب إلا ذووه. ولقد قرأت نماذج مما عمله، فوجدت عمله فيها سليما، وموافقا للقواعد العلمية التي مشى عليها أئمة الحديث. ولكني لم أطلع على العمل كاملا، فعسى أن يكون كله مثل النماذج القليلة التي قرأتها واطلعت عليها. وفي الختام أعود فأقول إن هذا العمل عمل علمي فريد، ومفيد، وهو عمل شاق، بذل فيه صاحبه جهدا علميا مشكورا، وصبر على جمع أسانيد الأحاديث، وسَبْرِها والحكم عليها. فجزاه الله خيرا عن طلبة العلم عامة، وعن طلبة الحديث خاصة، وأجزل له المثوبة، إنه سبحانه خير مسئول، والحمد لله رب العالمين. الكويت في ٧ ربيع الأول سنة ١٤٢٢ هـ الموافق ٣١/ ٥/ ٢٠٠١ وكتبه أ. د. محمود بن أحمد الطحان أستاذ الحديث بكلية الشريعة - جامعه الكويت ***

1 / 7

بسم الله الرحمن الرحيم السبب في تصنيف هذا الكتاب: كانت الفكرة ابتداء هي استخراج الأحاديث التي ذكرها الحافظ بن حجر في كتابه "فتح الباري" مع ذكر كلامه على هذه الأحاديث، ثم ترتيب هذه الأحاديث على نسق حروف المعجم، ثم طباعتها في كتاب، وذلك أنّ الحافظ ابن حجر كان حافظا من حفاظ الحديث، وإماما من أئمة أهل الحديث الذين يؤخذ قولهم ويحتج به في الحكم على الأحاديث. ومعرفة كلام الحافظ ﵀ تعالى على الأحاديث هو مطلب لي ولغيري ممن يتكلم على الأحاديث المروية عن النبي ﷺ، ويميز بين صحيحها وسقيمها، ويتكلم على رواتها جرحا وتعديلا. وفعلا قمت باستخراج هذه الأحاديث وذلك بعد قراءة الكتاب كله وكتبتها على بطاقات، فلما انتهيت من ذلك قمت بترتيب هذه البطاقات على حروف المعجم، فأصبحت بذلك - بعد نسخها على أوراق - جاهزة للطباعة. لكني عندما نظرت في هذه الأحاديث رأيت أنّ الذي حكم عليه الحافظ منها بالقبول أو الرد قليل بالنسبة لمجموعها، وأنّ كثيرا من هذه الأحاديث قد ذكرها ولم يتكلم عليها بشيء، ومنها ما قام بتخريجه فقط، ولم يقم بالحكم عليها بالقبول أو الرد، فوقع في نفسي أن أقوم بتحقيق هذه الأحاديث تحقيقا علميا مطولًا، فبدأت بذلك من غير أن أشعر أن هذا العمل سيأخذ مني وقتا طويلا قارب العشرين عاما (١)، وكنت أقوم به بمفردي، أواصل الليل بالنهار وانقطع عنه في فترات لكثرة الشواغل الأخرى.

(١) كان ابتداء العمل بالكتاب سنة ١٩٧٩م.

1 / 8

ثم بعد أن انتهيت من تحقيق هذه الأحاديث رجعت إلى قراءة "فتح الباري" مرة أخرى لعلي أجد فيه أحاديث أخرى فاتني أن أنقلها، فوجدت فيه أحاديث أخرى كثيرة لم أقم باستخراجها في المرة الأولى، وفيها أحاديث لم يسق الحافظ ألفاظها، وأحاديث ذكرها بمعناها، وأحاديث اقتصر على بعض متونها، فرأيت أن أجعل هذه الأحاديث والتي قبلها في مجموعتين: المجموعة الأولي: وتشتمل على: ١ - أحاديث قولية ساقها الحافظ بألفاظها، مثل: - أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. - بورك لأمتي في بكورها. - الخراج بالضمان. - من صلى خلف إمام فقراءة الإمام له قراءة. ٢ - أحاديث قولية ساق الحافظ بعض متونها، مثل: - إذا سألت فاسأل الله. - إنّ السيف محاء للخطايا. - الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها. - من فارق الجماعة شبرا فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه. ٣ - أحاديث فعلية ساق الحافظ ألفاظها، مثل: - أنّ النبي ﷺ ضرب وغرّب ... - أنه ﷺ صلى الضحى ست ركعات. - حديث ابن مسعود: رآني النبي ﷺ واضعا يدي اليسرى على يدي اليمنى فنزعها ووضع اليمنى على اليسرى. - كان النبي ﷺ يجافي يديه، فلو أنّ بهيمة أرادت أن تمرّ لمرّت. ٤ - أحاديث فعلية ساق الحافظ بعض متونها، مثل: - حديث عائشة أنها صنعت لرسول الله ﷺ جبة من صوف سوداء فلبسها.

1 / 9

- حديث أن النبي ﷺ حج حجتين قبل أن يهاجر، وحجة قَرَنَ معها عمرة - يعني بعد ما هاجر -. - حديث ابن أبي أوفى أنّ النبي ﷺ صلى الضحى ركعتين. - حديث أنّ النبي ﷺ كان يخرج بعد النداء إلى المسجد، فإن رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يجتمعوا ثم يصلي. ٥ - أحاديث صفات الرسول ﷺ الخَلقية والخُلقية، مثل: - كان أبيض مُشربا بياضه بحمرة. - كان أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا. - كان أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار. - كان أشدّ حياء من العذراء في خدرها. - كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى برضاه. ٦ - أحاديث أسباب النزول، مثل: - حديث محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في الجاهلية، فأنزل الله هذه الآية: - يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها -. - حديث ابن عباس قال: لما خرج النبي ﷺ من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فنزلت - أذن للذين يقاتلون - الآية. - حديث أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نُسكنا فنحن بين الحزن والكآبة، فنزلت: يعني قوله تعالى - إنا فتحنا لك فتحا مبينا -. وهذه المجموعة هي التي بين يديك الآن، وأحاديثها مرتبة على نسق حروف المعجم. وأما المجموعة الثانية فهي تشتمل على: ١ - أحاديث لم يسق الحافظ ألفاظها، مثل: - قال الحافظ: لأنّ مثل هذا الحديث وقع لأبي هريرة كما رواه مسلم، وصحبته متأخرة عن نزول أكثر الفرائض، وكذا ورد نحوه من حديث أبي موسى، رواه أحمد بإسناد حسن" الفتح ١/ ٢٣٧ - قال الحافظ: وورد في كون الصلاة في النعال من الزينة المأمور بأخذها في

1 / 10

الآية حديث ضعيف جدا، أورده ابن عدي في "الكامل" وابن مردويه في "تفسيره" من حديث أبي هريرة، والعقيلي من حديث أنس" الفتح ٢/ ٤٠ - قال الحافظ: وأخرجه ابن سعد من رواية سعيد بن سعد الأنصاري عن ابن عباس نحو هذا السياق ولكن لم يسمعه" الفتح ٣/ ٤٨ - قال الحافظ: وقد ثبت ذلك من حديث ابن عباس كما في الباب الذي قبله، ومن حديث جابر عند مسلم، ومن حديث عائشة عند النسائي، ومن حديث الحارث بن عمرو السهمي عند أحمد وأبي داود والنسائي" الفتح ٤/ ١٣٠ ٢ - أحاديث ذكرها الحافظ بمعناها، مثل: - قال الحافظ: وبيّن أحمد في حديث ابن مسعود أنّ الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خُلِقَ عليها، والثانية عند المعراج" الفتح ١/ ٢٦ - قال الحافظ: وقال ابن بطال أيضا في هذا الحديث دليل على ضعف الحديث الوارد في أنّ جبريل أَمَّ بالنبي ﷺ في يومين لوقتين مختلفين لكل صلاة" الفتح ٢/ ١٤٦ - قال الحافظ: وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه" الفتح ٣/ ٢٧ - قال الحافظ: وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في الذي يسرق من الجرين يغرم مثليه" الفتح ٥/ ٢٦٩ ٣ - أحاديث اقتصر الحافظ على بعض متونها آثرت أن تكون في هذه المجموعة الثانية، مثل: - قال الحافظ: وقد قال في حديث عمرو بن عَبَسَةَ الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولا في فضل الوضوء "ثم يغسل قدميه كما أمره الله" الفتح ١/ ٢٧٦ - قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث أبي أمامة في هذا الحديث "فإنه يقوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره" الفتح ٢/ ٥٨ - قال الحافظ: وفي حديث أبي لبابة عند ابن ماجه "ما لم يسأل حراما" وفي حديث سعد بن عبادة عند أحمد "ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم" الفتح ٣/ ٦٧ - قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند البزار "فيتلقاها الرحمن بيده" الفتح ٤/ ٢١

1 / 11

٤ - أحاديث فاتني أن أذكرها في المجموعة الأولى فذكرتها في المجموعة الثانية. وقد ذكرت أحاديث هذه المجموعة بحسب ورودها في "فتح الباري"، ثم عملت لها (١) فهرسا على ترتيب حروف المعجم ليهتدي إليها طالبها. الأحاديث المكررة في فتح الباري: تكرر ذكر عدد لا بأس به من الأحاديث في فتح الباري، ويختلف أسلوب الحافظ في ذكر هذه الأحاديث المكررة من موضع لآخر: - فتارة يذكر الحديث في أكثر من موضع بنفس اللفظ، مثل: * حديث أبي موسى مرفوعا "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما أدركه بصره" ذكره في كتاب التوحيد في موضعين: الأول: في باب قول الله تعالى وكان الله سميعا بصيرا (١٧/ ١٤٣) والثاني: في باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة (١٧/ ٢٠٥) - وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظ ويذكره في موضع آخر بسياق آخر، مثل: * حديث عبد الله بن الزبير "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، منهم: الأسود العنسي صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة" ساقه هكذا في كتاب الفتن باب حدثنا مسدد (١٦/ ٢٠٠) وسكت عليه. وساقه في كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام (٧/ ٤٣٠) بلفظ "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، منهم: مسيلمة والعنسي والمختار" وذكر أنه عند أبي يعلى بإسناد حسن. وقد ذكرت الحديث في الكتاب في موضعين: الأول في حرف الهمزة، والثاني في حرف اللام ألف. وتكلمت عليه في الموضع الثاني فقط، وأحلت بالأول إليه. - وتارة يكون الحديث مشتملا على أكثر من فقرة، فيذكر إحدى الفقرات في موضع ويذكر فقرة أخرى في موضع آخر، ولا يذكر الحديث بتمامه، مثل:

(١) وأقصد بذلك ألفاظ الأحاديث المذكورة أثناء التحقيق لا الألفاظ التي اقتصر عليها الحافظ.

1 / 12

* حديث "تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو قال على يده فيسأله: كيف هو؟. وتمام تحياتكم بينكم المصافحة" فذكر الفقرة الأولى المتعلقة بعيادة المريض في كتاب المرضى - باب وضع اليد على المريض (١٢/ ٢٢٥) ونسب الحديث للترمذي وابن السني وقال: بسند لين. وذكر الفقرة الثانية المتعلقة بالمصافحة في كتاب الاستئذان - باب المصافحة (١٣/ ٢٩٣) ونسب الحديث للترمذي وحده وقال: بسند ضعيف. وقد ذكرت الحديث في حرف التاء مرتين: مرة بالفقرة الأولى منه، ومرة بالفقرة الثانية منه، وتكلمت عليه في موضع واحد وهو: تمام عيادة المريض ... - وتارة يذكر الحديث في موضع بتمامه، ويذكره في مواضع أخرى مفرقا، مثل: حديث "ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس" ذكره هكذا تاما في كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع (١١/ ٤٥٨) وذكر أنه عند الترمذي وغيره من حديث المقدام، وقال: حديث حسن. وذكر الفقرة الأولى في كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي ﷺ وأصحابه (١٤/ ٦٧) بلفظ: ما ملأ ابن آدم ... وذكر أن الترمذي أخرجه وقال: حسن صحيح. وذكرها أيضًا في كتاب الاعتصام - باب قول النبي ﷺ: بعثت بجوامع الكلم (١٧/ ٧) باللفظ السابق وذكر أنه عند الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم. وذكر الفقرة الثانية في كتاب المرضى - باب تمني المريض الموت (١٢/ ٢٣٢) وذكر أنه عند أصحاب السنن. وقد ذكرت الحديث في ثلاثة مواضع: الأول: في حرف الحاء، والثاني والثالث في حرف الميم، وتكلمت عليه في موضع واحد (١)، وهو الأول.

(١) وهذا هو الغالب أني أتكلم على الحديث في موضع واحد، وقد أتكلم عليه في أكثر من موضع. فانظر مثلا: حديث رقم ٣٤٢، فقد تكرر الكلام عليه أيضا برقم ٣٩٠٣

1 / 13

- وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظ، ويذكره في موضع آخر باللفظ نفسه مع زيادة في المتن أو نقص فيه، مثل: * حديث "جَنِّبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" ذكره هكذا في كتاب الصلاة - باب أصحاب الحراب في المسجد (٢/ ٩٥) وذكره في كتاب الأحكام - باب من حكم في المسجد (١٦/ ٢٧٩) وأسقط منه "ومجانينكم" وزاد فيه "وإقامة حدودكم" - وتارة يذكر الحديث في موضع بلفظه، ويذكره في موضع آخر ولا يسق لفظه، أو يذكره بمعناه، أو يقتصر على بعض متنه. وأمثلة ذلك كثيرة في المجموعة الثانية: فمنها: حديث أبي شريح هانئ رفعه "مِنْ موجبات الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام" ذكره هكذا في كتاب الاستئذان - باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم (١٣/ ٢٤٨) وسكت عليه، وذكرته في المجموعة الأولى في حرف الميم. وقال في كتاب الإيمان - باب إطعام الطعام من الإسلام (١/ ٦٢): قوله (أن رجلا) لم أعرف اسمه، وقيل: إنه أبو ذر، وفي ابن حبان أنه هانئ بن مرثد والد شريح سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك. وقد ذكرته في المجموعة الثانية برقم ١٣ فهذا الحديث وأشباهه مما ذكر في المجموعة الثانية تجد الكلام عليه في المجموعة الأولى. وانظر أيضًا في المجموعة الثانية الأحاديث التالية: ١٤ و١٨ و٢٠ و٢٢ و٣١ و٣٢ و٣٣ و٣٧ و٥٣ و٥٦ و٦٠ و٦٧ و٧٠ و٧٣ و٧٥ و٧٦ و٧٩ و٨٠ و٨٣ و٨٤ و٩٢ الأوهام التي وقع فيها الحافظ عند ذكره للأحاديث: وقعت للحافظ أوهام ليست بالكثيرة، أشير إلى بعضها هنا: ١ - ذكر الحافظ حديث أم سلمة "إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرّم عليها" ونسبه لأبي داود، ووهم في ذلك لأنّ أبا داود لم يخرج هذا الحديث في كتابه، ولذلك ذكر الحافظ الحديث في "المطالب العالية" (٢٤٦٢) ونسبه إلى أبي يعلى.

1 / 14

٢ - ذكر الحافظ حديث عائشة: كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه" ونسبه لمسلم، وإنما هو عند مسلم بالفقرة الأولى منه فقط، وأما الحديث بتمامه فهو عند الطبراني في "الأوسط" كما بينت ذلك في حرف الكاف. ٣ - ذكر الحافظ حديث "كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما" وقال: أخرجه الطبراني عن أبي أمامة. ولم أره عند الطبراني من حديث أبي أمامة وإنما هو من حديث ابن عباس، والله تعالى أعلم. ٤ - ذكر الحافظ حديث "كُفِّن ﵊ في ثوبين وبُرْد حبرة" وقال: أخرجه أبو داود من حديث جابر. ولم أره من حديث جابر، وإنما هو من حديث ابن عباس وغيره. ٥ - قال الحافظ: في مسند أحمد أنه (أي هرقل) كتب من تبوك إلى النبي ﷺ: إني مسلم، فقال النبي ﷺ "كذب بل هو على نصرانيته" ولم أره في مسند أحمد، وإنما هو عند ابن حبان في صحيحه (٤٥٠٤) ٦ - ذكر الحافظ حديث "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" وقال: أخرجه مسلم من حديث بُرَيدة، وزاد أبو داود والنسائي من حديث أنس "فإنها تذكرة للآخرة" ولم أره عندهما من حديث أنس، وإنما أخرجاه من حديث بريدة، وأما حديث أنس فأخرجه الحاكم وغيره كما سيأتي. ٧ - ذكر الحافظ حديث أم سلمة أن النبي ﷺ كان يتقي سورة الدم ثلاثا ثم يباشر بعد ذلك. وقال: رواه ابن ماجه. ولم أره عنده، وإنما أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والإسماعيلي في "معجمه" وغيرهما. ٨ - ذكر الحافظ حديث حذيفة مرفوعا "شغلونا عن صلاة العصر" وقال: أخرجه مسلم. وليس هو عند مسلم من حديث حذيفة، وإنما هو عند البزار وابن حبان والطبراني في "الأوسط" وغيرهم.

1 / 15

الحكم على الأحاديث: تنقسم أحاديث الكتاب من حيث الحكم عليها إلى ثلاثة أقسام: الأول: أحاديث البخاري التي يذكرها الحافظ في أثناء الشرح ولا يبين أنها عند البخاري. فهذه الأحاديث صحيحة كما هو معلوم، وليس من شرطي في هذا الكتاب أن أتكلم عليها كما سيأتي في التنبيهات، وإنما أكتفي بذكر موضعها من الصحيح ولا أذكر فيها حكما. الثاني: أحاديث مسلم التي يذكرها الحافظ: فهذه أكتفي بذكر موضعها في صحيح مسلم إلا ما ندر. مثل حديث صهيب مرفوعا "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إنّ لكم عند الله وعدا ... الحديث. فهذا الحديث أشار الحافظ إلى أنّ رواته اختلفوا في وصله وإرساله، فذكرت هذا الاختلاف ورجحت رواية من وصله، وهي التي أخرجها مسلم في كتابه. الثالث: الأحاديث التي ليست في الصحيحين. فمعظم هذه الأحاديث قمت بتخريجها والكلام على طرقها. وأحاديثُ أخرى اكتفيت بذكر كلام الحافظ عليها؛ لأنّ أكثر هذه الأحاديث لم أقف عليها، إما لأنها مروية في كتب مفقودة، أو مخطوطة لم يتيسر لي الحصول عليها (١)، أو مطبوعة لكن لم أر الحديث فيها في مظانه. وأما الأحاديث التي خرجتها وتكلمت على طرقها فهي إما أحاديث حكمت عليها

(١) ومن هذه الكتب: الاستئذان لابن المبارك، وآداب الحكماء لابن أبي عاصم، والإكليل للحاكم، والتفسير لابن مردويه، والمغازي لابن عائذ، والشريعة لابن أبي داود، والفوائد لأبي عمر بن حيوة، والنكاح والسرقة كلاهما لأبي الشيخ، والذكر للفريابي، وكتاب مكة لعمر بن شبة وغيرها. وأنا أذكر هنا أرقام الأحاديث في المجموعة الأولى والتي لم أقف عليها: ١٥ و٢٠٢ و٢٧٨ و٣٢٩ و٤٢٨ و٥٥٤ و٥٥٧ و٧٨٣ و٧٩١ و٨٠٦ و٨٢٣ و٨٣١ و٨٣٣ و٨٤٧ و٩١٥ و٩٥٨ و٩٧١ و٩٧٦ و٩٩٠ و١٠٤٠ و١٠٤٢ و١٠٧٢ و١٠٨٤ و١٠٩٩ و١١٨٧ و١٢٢١ و١٣٣٥ و١٣٧١ و١٤١٨ و١٤٣٢ و١٤٨٠ و١٥١٦ و١٧٣٤ و١٩٨١ و٢٠٠٨ و٢٠٣٨ و٢٠٤٨ و٢٠٥٤ و٢١١٥ و٢١٦٧ و٢١٩٠ و٢٢٣٠ و٢٣٠٣ و٢٣٠٤ و٢٣١٧ و٢٤٧٧ و٢٥٠٣ و٢٥٠٤ و٢٥٠٥ و٢٥٢٢ و٢٥٩٠ و٢٦١٥ و٢٨٣٦ و٢٨٥٤ و٣٠٧٢ و٣٠٨٢ و٣١١٣ و٣١٨٤ و٣١٨٨ و٣٣٢١ و٣٣٨٦ و٣٧٥٤ و٣٧٦٠ و٣٨٥٤ و٣٩٦٢ و٣٩٧٢ و٤٠٤٤ و٤٠٨٢ و٤١١٦ و٤١٨٩ و٤٢٠٩ و٤٣٠٣ و٤٤٣٦ و٤٥٢٣ و٤٦٢٤ و٤٦٤١ و٤٦٨٦ و٤٧١٣ و٤٧٧٦.

1 / 16

بالصحة أو الحسن أو الضعف، فأقول في ابتداء الكلام على الحديث: صحيح، أو حسن، أو ضعيف، أو ضعيف جدا، أو موضوع ... وهي كثيرة ولله الحمد. وإما أحاديث لم أحكم عليها بشيء، وذلك لأن الحافظ ذكر عدة أحاديث مجتمعة، فمنها ما هو صحيح، ومنها ما ليس كذلك، أو ذكر متنا صحيحا من طريق ضعيفة، وإما لتوقفي في ذلك (١)، وهي كثيرة أيضا. لكني لم آل جهدا في جمع طرق هذه الأحاديث وذكر الاختلاف بين رواتها والكلام فيهم جرحا وتعديلا. وذكرت كلام أهل العلم على هذه الأحاديث سواءٌ ممن أخرج هذه الأحاديث في كتبهم كأبي داود والترمذي والبزار والنسائي والعقيلي والطبراني وابن عدي والدارقطني والحاكم والبيهقي وابن عبد البر، أو غيرهم كالهيثمي في "مجمع الزوائد" والحافظ ابن حجر في كتبه الأخرى "الإصابة" و"التلخيص الحبير" و"تخريج الأذكار" و"تخريج أحاديث المختصر" و"الأمالي" وغيرها، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" و"إتحاف الخيرة" و"مختصره" وغيرهم. الطبعة المعتمدة لهذا الكتاب: اعتمدت في كتابي هذا على طبعة مصطفى البابي الحلبي المطبوعة بمصر، فأذكر عند كل حديث موضعه في "فتح الباري" من هذه الطبعة، وأجعله في الهامش بعد أن أضع بعد كلام الحافظ على الحديث رقما، وذلك كما يلي: أ- ذكر الجزء والصحيفة. ب- ذكر اسم الكتاب الذي ورد فيه الحديث. ت- ذكر اسم الباب الذي ورد فيه الحديث.

(١) بسبب اختلاف في راو، أو اختلاف على راو ثقة في رفع حديث ووقفه، أو وصله وإرساله، أو بإبدال راو بآخر، أو بإسقاط راو وإثباته، أو بغير ذلك من أنواع الاختلاف على الثقات، ثم لم تترجح رواية على أخرى، أو اختلف أهل العلم في أرجح هذه الروايات. أو لغير ذلك من الاسباب التي تدعو إلى التثبت وعدم التعجل في الحكم على الحديث.

1 / 17

مثال على ذلك: حديث عقبة بن عامر مرفوعا "أيام مني عيدنا أهل الإسلام" قال الحافظ: وهو في السنن وصححه ابن خزيمة" (١) فرقم (١) المذكور هنا في نهاية كلام الحافظ يكون في الهامش أيضا وفيه البيانات التالية: (١) ٣/ ١٢٨ (كتاب العيدين - باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين) فالحديث هذا ذكره الحافظ في الكتاب المذكور، وفي الباب المذكور، في الجزء الثالث وصفحة رقم مائة وثمانية وعشرين. وسبب ذكري للكتاب وللباب عند كل حديث أنّ لفتح الباري عدة طبعات، فمن كانت عنده الطبعة المعتمدة فيرجع إلى الجزء والصفحة مباشرة، ومن كانت عنده طبعة أخرى فيرجع إلى الكتاب والباب فيصل إلى الحديث المذكور. ثم يأتي بعد قول الحافظ كلامي على الحديث، فاذكر أولا الحكم على الحديث، فأقول: صحيح أو حسن أو ضعيف ... ثم التخريج والتحقيق. تنبيهات: الأول: ذكرت أن موضوع الكتاب هو الأحاديث المذكورة في الشرح، فعلى هذا فأحاديث البخاري ليست من شرط الكتاب، وكذلك طرق أحاديث البخاري التي يذكرها الحافظ في الشرح ليست من شرط هذا الكتاب، وإن وجدت فيه فهي قليلة جدا. الثاني: الأحاديث المعلقة التي يذكرها البخاري في كتابه ويتكلم عليها الحافظ في الشرح لا أتعرض لها أيضًا إلا نادرا. الثالث: الأحاديث التي يذكرها الحافظ في الشرح ويسكت عنها وهي في البخاري أبين ذلك فقط ولا أتكلم عليها. الرابع: الموقوفات والمقطوعات ليست من شرط هذا الكتاب، وما ذكرت فيه من الموقوف فلأنّ الحافظ ذكر أنها رويت مرفوعة أيضا، مثل: - حديث ابن عباس: الإضرار في الوصية من الكبائر. - وحديث ابن عباس أيضا: حرمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب.

1 / 18

- وحديث ابن مسعود: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن. وغيرها. الخامس: الأحاديث التي ذكر الحافظ أنّ مسلما أخرجها ذكرتها في كتابي هذا، وبينت موضعها في صحيح مسلم، وليس من شرطي في هذا الكتاب أن أتكلم على طرقها، وإنما شرطي هنا أن أتكلم على غير ما في الصحيحين. السادس: الحديث الذي يخرجه البخاري في كتابه من رواية صحابي معين ويذكر الحافظ أتى هذا الحديث رواه صحابي آخر أو أكثر من صحابي خارج الصحيح أقوم بتخريجه، وأمثلته في هذا الكتاب كثيرة، فمنها: - حديث "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود (فتح ١/ ١٢٠) وذكر الحافظ أنّ النسائي أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص. - حديث أنّ النبي ﷺ توضأ مرتين مرتين. أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن زيد (فتح ١/ ٢٦٩) وذكر الحافظ أن أبا داود والترمذي وابن حبان أخرجوه من حديث أبي هريرة. - حديث الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبق عليهم. أخرجه البخاري من حديث ابن عمر (فتح ٧/ ٣١٧ - ٣٢٠) وذكر الحافظ أنه رواه أيضا النعمان بن بشير وعقبة بن عامر وأبو هريرة وأنس وعلي وابن أبي أوفى وابن عمرو. - حديث "من كذب عليّ متعمدا ... " أخرجه البخاري من حديث علي ومن حديث الزبير ومن حديث أنس ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث ابن عمرو ومن حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث أبي هريرة. وذكر الحافظ أنه رواه عن النبي ﷺ غير هؤلاء أيضا. السابع: أعرضت عن كثير من الروايات التي نسبها الحافظ للواقدي؛ لأنّ الواقدي متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

1 / 19

بل قال الإمامان إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث. الثامن: إذا قلت: قال الحافظ، فمرادي ابن حجر العسقلاني، وذلك في الكتاب كله. وسميته: أنيس الساري في تخريج وتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري. أسال الله تعالى أن يجعل هذا العمل مقبولا عنده، وأن يجزيني به خير الجزاء، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمَّد وآله وسلم. الكويت في ١٩ ربيع الأول سنة ١٤٢٢هـ الموافق ١١/ ٦/ ٢٠٠١ م وكتبه أبو حذيفة نبيل بن منصور بن يعقوب البصارة ***

1 / 20