ورجعنا ننوح نوح يتيمي
ن على ذلك الصبا المنقض
علم الحب ليس غيرك مجدي
في وفاء وليس غيرك خفضي!
يولية سنة 1934
أحمد زكي أبو شادي
تصدير
بقلم محمد عبد الغفور
لا أعرف لذة روحية أشهى لدي من كتابة هذا التصدير للطبعة الثانية من ديوان (أنداء الفجر) - أول دواوين أبي شادي - فقد تجاوبت روحي مع عواطف هذا الشاعر العبقري وأخيلته العلوية تجاوبا هو سر سعادتي النفسية كلما اصطحبت روائعه الساحرة وتمثلت شخصيته الآسرة.
لقد مضى ربع قرن على هذا الشعر الفتي، وأعلم أن أبا شادي هو أول ناقد له، فهو دائم التطلع إلى الكمال ولا يرضى عن آثاره الحاضرة فما بالك بآثاره القديمة، ومع ذلك فآثار الصبا لها جمالها ولها ذكرياتها العذبة وإن اقترنت بالألم الدفين، وإن لم تخل من ضعف ... وإذن فقد أحسن شعراء أبولو الذين ألحوا بإعادة طبع هذا الديوان الصغير، فإن فيه ذكريات عزيزة لا يستطيع أبو شادي نفسه أن يتجاهلها؛ فهو ما يزال يقتات منها، وإن فيها لبذرة من بذور الإصلاح التي كونت مدرسة الشعر المصري الحديث، وإن فيها لدلائل كافية على الشمائل الأدبية والمواهب الفنية التي طبع عليها شاعرنا وضمنت له ما نال من تفوق.
Halaman tidak diketahui