وداعبتني بصوت خافت وبكت
وقربتني، وقالت: حسبنا جدلا
الدهر فرقنا، والدهر ألفنا
فانس الذنوب، ولا تعتب لما فعلا!
فانظر إلى قوله: «قربتني.» في البيت الثاني، وإلى حذف متعلق الفعل، ثم قل لي: أي سحر أو حسن، وأي أفق من النعيم، يختفي وراء هذه الكلمة العذبة بعد الحرمان الطويل؟ وتقذف الأمواج من على شاطئ الحب، وتباعد الأيام بينه وبين عهود صبابته الأولى، ثم يلتفت فجأة ليرى أين هو من هذه العهود، فإذا هو قد بعد عنها، أو قد بعدت هي عنه، وإذا هو لا يرى معلما يهتدي به، أو شرفا مطمئنا يأوي إليه، وإذا هو ينشد في لوعة جازعة، وحسرة غائرة:
ما ينفع الصب الكئيب من الجوى
حتى يحن إلى البكاء حنينا؟
أسفي على عهد الصبابة لم يكن
إلا شعاعا كاذبا مظنونا!
أسفي عليه وقد فقدت شبابه
Halaman tidak diketahui