41
ويحتمل أن يكون المفسر المجهول «لحياة» دوناتوس قد فهم خيرا مما فهم القدماء وبعض العلماء المحدثين، موقف فرجيل من الفلسفة؛ لأنه يلاحظ أن الشاعر يقبل في أعماله مبادئ فلاسفة مختلفين، وأنه يظهر ميله قبل كل شيء إلى أفلاطون.
42
ويؤكد دوناتوس أن من بين دراسات فرجيل الأخرى، دراسته للطب والعلوم الرياضية بوجه خاص، ولم يكن شأن هاتين المادتين في ذلك الوقت منفصلا تمام الانفصال عن الفلسفة كما هو الحال الآن، بل كانتا تعتبران جزءين منها. ولو كانت العلوم الرياضية تتضمن علم الفلك، فإن شهادة فرجيل تقول إنه درس فلسفة الطبيعة أيضا، وهناك ما يدل على ذلك في كتاباته،
43
ودون أن نقبل الفكرة المبالغ فيها التي تقول إن القدماء شربوا من منهل حكمته،
44
يمكننا أن نلمس أن شعره قد تغذى على تعليم جاف كما هو الحال مع الشعراء الرومان الآخرين خلا لوكريتيوس الذي يدين إليه فرجيل كثيرا جدا بعد هوميروس. ويظهر أنه هو الشاعر الوحيد الذي حفظ فرجيل إنتاجه عن ظهر قلب، فتجلت آثاره بوضوح في إنتاجه الشخصي.
وقد درس فرجيل الشعر اللاتيني دراسة مستفيضة جيدة فألم بخواصه ابتداء من إينيوس
Ennius
Halaman tidak diketahui