فقلت: أنا قابل يا حمادة: فلا تخف.
فأجاب: لا تحاول إغرائي، جربت حظي مرة بعد مرة وكانت النتيجة واحدة. ألست تؤمن بالأقدار والحظوظ يا سيد أفندي؟ ذهبت مرة إلى منجم هندي ليكشف لي عن حظي فلم يقل لي إلا كلمة واحدة معناها أنت منحوس مؤبد. شاركت مرة عطارا فاحترق المخزن كله، وشاركت جزارا فقطع إصبعه، في أول يوم، وشاركت في قهوة فمات صاحبها بالسكتة القلبية بعد أسبوع، وإذا أردت أن تعرف رأي الناس عني فاذهب إلى شارع السوق وقف بين المارة واسأل ما رأيكم في شركة حمادة الأصفر، فإنهم جميعا يجيبون بصوت واحد أنها شركة مشئومة.
فلم أملك نفسي من الضحك وقلت له: سأخاطر معك برغم كل هذا، وسيكون ربحنا مناصفة.
فقال: ليس معي نقود.
فقلت: أسلفك إذا أردت ولك أن ترد لي دينك من الربح.
فقال: وإذا خسرنا.
فأجبته: ننتظر حتى نربح ونعوض الخسارة.
فهز رأسه قائلا: لا يا عم لا شأن لي بالمشاركة. لا شأن لي بالربح ولا بالخسارة، ولم أطلب منك أن تدخلني في شركة.
ثم فرك إصبعيه يشير إلى طلب النقود.
وكانت هذه عادته منذ انتهى الموسم؛ إذ كان يعود إلى بين حين وآخر يطلب المساعدة، فكنت أعطيه في كل مرة جنيها أو نصف جنيه مع أنه أخذ نصيبه من الربح ستين جنيها في أربعة أشهر.
Halaman tidak diketahui