فقال: ألا تعرفه؟ تعال من هنا.
وكنا قد بعدنا عن المحطة مسافة تقرب من مائتي متر.
فسألني: كم معك؟ ولا مؤاخذة في السؤال يا سيد أفندي.
فقلت في شيء من الخجل: عشرون جنيها.
فجذب يدي واتجه بي إلى جهة الطريق الزراعية إلى يميني وقال: وهل تريد أن نذهب للسوق. تعال إلى هنا.
وسار بي على الطريق حتى بعدنا عن القرية بنحو خمسمائة متر، ووقف لحظة يتلفت حوله ثم اتجه إلى شجرة على جانب الطريق، وقال: ها هنا موضعنا.
فقلت في دهشة: ماذا تريد؟
فقال: هنا موضعنا. نجمع من الفلاحين بالرطل والرطلين والعشرة. هنا تجارة الأمانة. انصب ميزانك هنا. بعشرين جنيه وتريد الذهاب إلى السوق؟ هل عندك كيس؟ انتظر.
وحل الكيس الذي معه فأخرج منه كيسا كبيرا من أكياس القطن الفارغة وفرشه على الأرض، وأخذ مني الميزان فنصب قوائمها وعلقها.
وكانت الساعة تبلغ السابعة من الصباح عند ذلك، وقد تحول الجو على صحو صاف، ولمعت الشمس فوق الأفق، وكان الفلاحون يتسارعون على الطريق، بعضهم يسير على قدميه وبعضهم يركب، وكل منهم يحمل بضاعته.
Halaman tidak diketahui